الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 81 ] أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: أولئك الذين آتيناهم الكتاب يعني الكتب التي أنزلها عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      والحكم: الفقه ، والعلم فإن يكفر بها يعني بآياتنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وفيمن أشير إليه بـ" هؤلاء" ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنهم أهل مكة ، قاله ابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنهم قريش ، قاله السدي . والثالث: أمة النبي صلى الله عليه وسلم . قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فقد وكلنا بها قال أبو عبيدة: فقد رزقناها قوما . وقال الزجاج : وكلنا بالإيمان بها قوما . وفي هؤلاء القوم أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنهم أهل المدينة من الأنصار ، قاله ابن عباس ، وابن المسيب ، وقتادة ، والسدي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: الأنبياء والصالحون ، قاله الحسن . وقال قتادة: هم النبيون الثمانية عشر ، المذكورون في هذا المكان ، وهذا اختيار الزجاج ، وابن جرير .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنهم الملائكة ، قاله أبو رجاء . والرابع: أنهم المهاجرون والأنصار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية