قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : وَهِيَ مَكِّيَّةٌ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ ،
وَالضَّحَّاكِ ،
وَمُقَاتِلٍ ، وَمَدَنِيَّةٌ فِي قَوْلِ
الْحَسَنِ ،
وَعِكْرِمَةِ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ أَيْضًا : هِيَ أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةُ : هِيَ مَدَنِيَّةٌ إِلَّا ثَمَانِيَ آيَاتٍ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=29إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا إِلَى آخِرِهَا .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11867وَجَابِرُ بْنُ زَيْدٍ : نَزَلَتْ بَيْنَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ .
وَأَخْرَجَ
النَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28861_32325_28889نَزَلَتْ سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : آخِرُ مَا نَزَلَ
بِمَكَّةَ سُورَةُ الْمُطَفِّفِينَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ - قَالَ
السُّيُوطِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ - عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021768لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ كَانُوا مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ كَيْلًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ فَأَحْسَنُوا الْكَيْلَ بَعْدَ ذَلِكَ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=2الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=4أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=5لِيَوْمٍ عَظِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=7كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=8وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=9كِتَابٌ مَرْقُومٌ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=10وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=11الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=12وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=13إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=15كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=16ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=17ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29054قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=1وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَيْلٌ مُبْتَدَأٌ ، وَسَوَّغَ الِابْتِدَاءَ بِهِ كَوْنُهُ دُعَاءً ، وَلَوْ نُصِبَ لِجَازَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ وَالْمُخْتَارُ : فِي وَيْلٍ وَشِبْهِهِ إِذَا كَانَ غَيْرَ مُضَافٍ الرَّفْعُ ، وَيَجُوزُ النَّصْبُ ، فَإِنْ كَانَ مُضَافًا أَوْ مُعَرَّفًا كَانَ الِاخْتِيَارُ فِيهِ النَّصْبُ نَحْوُ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=61وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا [ طه : 61 ] وَ ( لِلْمُطَفِّفِينَ ) خَبَرُهُ . وَالْمُطَفِّفُ : الْمُنْقِصُ ، وَحَقِيقَتُهُ الْأَخْذُ فِي الْكَيْلِ أَوِ الْوَزْنِ شَيْئًا طَفِيفًا : أَيْ نَزْرًا حَقِيرًا .
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : الْمُطَفِّفُ مَأْخُوذٌ مِنَ الطَّفَفِ ، وَهُوَ الْقَلِيلُ ، فَالْمُطَفِّفُ هُوَ الْمُقَلِّلُ حَقَّ صَاحِبِهِ بِنُقْصَانِهِ عَنِ الْحَقِّ فِي كَيْلٍ أَوْ وَزْنٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِنَّمَا قِيلَ لِلَّذِي يُنْقِصُ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ مُطَفِّفٌ لِأَنَّهُ لَا يَكَادُ يَسْرِقُ فِي الْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ إِلَّا الشَّيْءَ الْيَسِيرَ الطَّفِيفَ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ : الْمُطَفِّفُ الَّذِي يَبْخَسُ فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ .
وَالْمُرَادُ بِالْوَيْلِ هُنَا شِدَّةُ الْعَذَابِ ، أَوْ نَفْسُ الْعَذَابِ ، أَوِ الشَّرُّ الشَّدِيدُ ، أَوْ هُوَ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ :
قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهُمْ يُسِيئُونَ كَيْلَهُمْ وَوَزْنَهُمْ لِغَيْرِهِمْ ، وَيَسْتَوْفُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ :
قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَكَانَ بِهَا رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو جُهَيْنَةَ ، وَمَعَهُ صَاعَانِ يَكِيلُ بِأَحَدِهِمَا وَيَكْتَالُ بِالْآخَرِ .
فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الْآيَةَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُمْ بَعْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ أَحْسَنُ النَّاسِ كَيْلًا إِلَى يَوْمِهِمْ هَذَا .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانِهِ الْمُطَفِّفِينَ مَنْ هُمْ ؟ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=2الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ أَيْ يَسْتَوْفُونَ الِاكْتِيَالَ وَالْأَخْذَ بِالْكَيْلِ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : يُرِيدُ اكْتَالُوا مِنَ النَّاسِ ، وَعَلَى وَمَنْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ يَعْتَقِبَانِ ، يُقَالُ اكْتَلْتُ مِنْكَ : أَيِ اسْتَوْفَيْتُ مِنْكَ ، وَتَقُولُ اكْتَلْتُ عَلَيْكَ : أَيْ أَخَذْتُ مَا عَلَيْكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : إِذَا اكْتَالُوا مِنَ النَّاسِ اسْتَوْفَوْا عَلَيْهِمُ الْكَيْلَ .
وَلَمْ يَذْكُرْ " اتَّزَنُوا " لِأَنَّ الْكَيْلَ وَالْوَزْنَ بِهِمَا الشِّرَاءُ وَالْبَيْعُ فَأَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى الْآخَرِ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : يَعْنِي الَّذِينَ إِذَا اشْتَرَوْا لِأَنْفُسِهِمُ اسْتَوْفَوْا فِي الْكَيْلِ وَالْوَزْنِ ، وَإِذَا بَاعُوا وَوَزَنُوا لِغَيْرِهِمْ نَقَصُوا .
وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=3nindex.php?page=treesubj&link=18524_29054وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَيْ كَالُوا لَهُمْ أَوْ وَزَنُوا لَهُمْ فَحُذِفَتِ اللَّامُ فَتَعَدَّى الْفِعْلُ إِلَى الْمَفْعُولِ ، فَهُوَ مِنْ بَابِ الْحَذْفِ وَالْإِيصَالِ ، وَمِثْلُهُ نَصَحْتُكَ وَنَصَحْتُ لَكَ ، كَذَا قَالَ
الْأَخْفَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : وَسَمِعْتُ أَعْرَابِيَّةً تَقُولُ : إِذَا صَدَرَ النَّاسُ أَتَيْنَا التَّاجِرَ فَيَكِيلُنَا الْمُدَّ وَالْمُدَّيْنِ إِلَى الْمَوْسِمِ الْمُقْبِلِ .
قَالَ : وَهُوَ مِنْ كَلَامِ
أَهْلِ الْحِجَازِ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ مِنْ قَيْسٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : لَا يَجُوزُ الْوَقْفُ عَلَى " كَالُوا " حَتَّى يُوصَلَ بِالضَّمِيرِ ، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَجْعَلُهُ تَوْكِيدًا : أَيْ تَوْكِيدًا لِلضَّمِيرِ الْمُسْتَكِنِ فِي الْفِعْلِ ، فَيُجِيزُ الْوَقْفَ عَلَى " كَالُوا " أَوْ وَزَنُوا .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ :
[ ص: 1596 ] وَكَانَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ يَجْعَلُهُمَا حَرْفَيْنِ ، وَيَقِفُ عَلَى كَالُوا أَوْ وَزَنُوا ، ثُمَّ يَقُولُ هُمْ يُخْسِرُونَ .
قَالَ : وَأَحْسَبُ قِرَاءَةَ
حَمْزَةَ كَذَلِكَ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : وَالِاخْتِيَارُ أَنْ يَكُونَا كَلِمَةً وَاحِدَةً مِنْ جِهَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا الْخَطُّ ، وَلِذَلِكَ كَتَبُوهُمَا بِغَيْرِ أَلِفٍ ، وَلَوْ كَانَتَا مَقْطُوعَتَيْنِ لَكَانَتَا " كَالُوا " أَوْ " وَزَنُوا " بِالْأَلِفِ .
وَالْأُخْرَى أَنَّهُ يُقَالُ : كِلْتُكَ وَوَزَنْتُكَ بِمَعْنَى : كِلْتُ لَكَ وَوَزَنْتُ لَكَ وَهُوَ كَلَامٌ عَرَبِيٌّ ، كَمَا يُقَالُ صَدَقْتُكَ وَصَدَقْتُ لَكَ ، وَكَسَبْتُكَ وَكَسَبْتُ لَكَ ، وَشَكَرْتُكَ وَشَكَرْتُ لَكَ وَنَحْوُ ذَلِكَ .
وَقِيلَ هُوَ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ وَإِقَامَةِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ مَقَامَهُ ، وَالْمُضَافُ الْمَكِيلُ وَالْمَوْزُونُ : أَيْ وَإِذَا كَالُوا مَكِيلَهُمْ ، أَوْ وَزَنُوا مَوْزُونَهُمْ ، وَمَعْنَى يُخْسِرُونَ : يُنْقِصُونَ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=9وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ [ الرَّحْمَنِ : 9 ] وَالْعَرَبُ تَقُولُ : خَسَرْتُ الْمِيزَانَ وَأَخْسَرْتُهُ .
ثُمَّ خَوَّفَهُمْ سُبْحَانَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=4أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ وَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مَسُوقَةٌ لِتَهْوِيلِ مَا فَعَلُوهُ مِنَ التَّطْفِيفِ وَتَفْظِيعِهِ وَلِلتَّعْجِيبِ مِنْ حَالِهِمْ فِي الِاجْتِرَاءِ عَلَيْهِ ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : أُولَئِكَ إِلَى الْمُطَفِّفِينَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهُمْ لَا يَخْطُرُونَ بِبَالِهِمْ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ فَمَسْئُولُونَ عَمَّا يَفْعَلُونَ .
قِيلَ وَالظَّنُّ هُنَا بِمَعْنَى الْيَقِينِ : أَيْ لَا يُوقِنُ أُولَئِكَ ، وَلَوْ أَيْقَنُوا مَا نَقَصُوا الْكَيْلَ وَالْوَزْنَ ، وَقِيلَ الظَّنُّ عَلَى بَابِهِ ، وَالْمَعْنَى : إِنْ كَانُوا لَا يَسْتَيْقِنُونَ الْبَعْثَ ، فَهَلَّا ظَنُّوهُ حَتَّى يَتَدَبَّرُوا فِيهِ وَيَبْحَثُوا عَنْهُ وَيَتْرُكُوا مَا يَخْشَوْنَ مِنْ عَاقِبَتِهِ .
وَالْيَوْمُ الْعَظِيمُ هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَوَصَفَهُ بِالْعِظَمِ لِكَوْنِهِ زَمَانًا لِتِلْكَ الْأُمُورِ الْعِظَامِ مِنَ الْبَعْثِ وَالْحِسَابِ وَالْعِقَابِ ، وَدُخُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلِ النَّارِ النَّارَ .
ثُمَّ أَخْبَرَ عَنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ انْتِصَابُ الظَّرْفِ بِـ ( مَبْعُوثُونَ ) الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ ، أَوْ بِفِعْلٍ مُقَدَّرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ مَبْعُوثُونَ .
أَيْ يُبْعَثُونَ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ ، أَوْ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ مَحَلِّ ( لِيَوْمٍ ) ، أَوْ بِإِضْمَارِ أَعْنِي ، أَوْ هُوَ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى أَنَّهُ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، أَوْ فِي مَحَلِّ جَرٍّ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ لَفْظِ ( لِيَوْمٍ ) ، وَإِنَّمَا بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ فِي هَذَيْنِ الْوَجْهَيْنِ لِإِضَافَتِهِ إِلَى الْفِعْلِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : " يَوْمَ " مَنْصُوبٌ بِقَوْلِهِ ( مَبْعُوثُونَ ) ، الْمَعْنَى : أَلَا يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَعْنَى ( يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ ) : يَوْمَ يَقُومُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ لِأَمْرِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، أَوْ لِجَزَائِهِ ، أَوْ لِحِسَابِهِ ، أَوْ لِحُكْمِهِ وَقَضَائِهِ .
وَفِي وَصْفِ الْيَوْمِ بِالْعِظَمِ مَعَ قِيَامِ النَّاسِ لِلَّهِ خَاضِعِينَ فِيهِ وَوَصَفِهِ سُبْحَانَهُ بِكَوْنِهِ رَبَّ الْعَالَمِينَ دَلَالَةٌ عَلَى عِظَمِ ذَنَبِ التَّطْفِيفِ ، وَمَزِيدِ إِثْمِهِ وَفَظَاعَةِ عِقَابِهِ .
وَقِيلَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ قِيَامَهُمْ فِي رَشْحِهِمْ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ قِيَامُهُمْ بِمَا عَلَيْهِمْ مِنْ حُقُوقِ الْعِبَادِ ، وَقِيلَ الْمُرَادُ قِيَامُ الرُّسُلِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ لِلْقَضَاءِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَقَوْلُهُ : ( كَلَّا ) هِيَ لِلرَّدْعِ وَالزَّجْرِ لِلْمُطَفِّفِينَ الْغَافِلِينَ عَنِ الْبَعْثِ وَمَا بَعْدَهُ .
ثُمَّ اسْتَأْنَفَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=7إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَعِنْدَ
أَبِي حَاتِمٍ أَنَّ ( كَلَّا ) بِمَعْنَى حَقًّا مُتَّصِلَةٌ بِمَا بَعْدَهَا عَلَى مَعْنَى : حَقًّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ .
وَسِجِّينٌ هُوَ مَا فَسَّرَهُ بِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=8وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ فَأَخْبَرَ بِهَذَا أَنَّهُ كِتَابٌ مَرْقُومٌ : أَيْ مَسْطُورٌ ، قِيلَ هُوَ كِتَابٌ جَامِعٌ لِأَعْمَالِ الشَّرِّ الصَّادِرِ مِنَ الشَّيَاطِينِ وَالْكَفَرَةِ وَالْفَسَقَةِ ، وَلَفْظُ سِجِّينٍ عَلَمٌ لَهُ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
وَمُقَاتِلٌ ،
وَكَعْبٌ : إِنَّهُ صَخْرَةٌ تَحْتَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ تُقْلَبُ ، فَيُجْعَلُ كِتَابُ الْفُجَّارِ تَحْتَهَا ، وَبِهِ قَالَ
مُجَاهِدٌ ، فَيَكُونُ فِي الْكَلَامِ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ مُضَافٌ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ : مَحَلُّ كِتَابٍ مَرْقُومٍ .
وَقَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ،
وَالْأَخْفَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ لَفِي سِجِّينٍ لَفِي حَبْسٍ وَضِيقٍ شَدِيدٍ ، وَالْمَعْنَى : كَأَنَّهُمْ فِي حَبْسٍ ، جَعَلَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى خَسَاسَةِ مَنْزِلَتِهِمْ وَهَوَانِهَا .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : ذَكَرَ قَوْمٌ أَنَّ قَوْلَهُ : كِتَابٌ مَرْقُومٌ تَفْسِيرٌ لِ ( سِجِّينٍ ) ، وَهُوَ بَعِيدٌ لِأَنَّهُ لَيْسَ السِّجِّينُ مِنَ الْكِتَابِ فِي شَيْءٍ عَلَى مَا حَكَيْنَاهُ عَنِ الْمُفَسِّرِينَ ، وَالْوَجْهُ أَنْ يُجْعَلَ بَيَانًا لِكِتَابٍ الْمَذْكُورِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=7إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ عَلَى تَقْدِيرِ هُوَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ : أَيْ مَكْتُوبٌ قَدْ بُيِّنَتْ حُرُوفُهُ . انْتَهَى ، وَالْأَوْلَى مَا ذَكَرْنَاهُ ، وَيَكُونُ الْمَعْنَى : إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ الَّذِينَ مِنْ جُمْلَتِهِمُ الْمُطَفِّفُونَ : أَيْ مَا يُكْتَبَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ أَوْ كِتَابَةِ أَعْمَالِهِمْ لَفِي ذَلِكَ الْكِتَابِ الْمُدَوِّنِ لِلْقَبَائِحِ الْمُخْتَصِّ بِالشَّرِّ ، وَهُوَ سِجِّينٌ .
ثُمَّ ذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى تَهْوِيلِهِ وَتَعْظِيمِهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=8وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ثُمَّ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ : كِتَابٌ مَرْقُومٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=8وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا كُنْتَ تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ .
قَالَ
قَتَادَةُ : وَمَعْنَى مَرْقُومٌ : رُقِمَ لَهُمْ بِشَرٍّ كَأَنَّهُ أُعْلِمَ بِعَلَامَةٍ يُعْرَفُ بِهَا أَنَّهُ كَافِرٌ .
وَكَذَا قَالَ
مُقَاتِلٌ .
وَقَدْ اخْتَلَفُوا فِي نُونِ ( سِجِّينٍ ) ، فَقِيلَ هِيَ أَصْلِيَّةٌ وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ السِّجْنِ ، وَهُوَ الْحَبْسُ ، وَهُوَ بِنَاءُ مُبَالِغَةٍ كَخِمِّيرٍ وَسِكِّيرٍ وَفِسِّيقٍ ، مِنَ الْخَمْرِ وَالسُّكْرِ وَالْفِسْقِ .
وَكَذَا قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15153وَالْمُبَرِّدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14416وَالزَّجَّاجُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَهَذَا ضَعِيفٌ لِأَنَّ الْعَرَبَ مَا كَانَتْ تَعْرِفُ سِجِّينًا .
وَيُجَابُ عَنْهُ بِأَنَّ رِوَايَةَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ تَقُومُ بِهَا الْحُجَّةُ ، وَتَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مِنْ لُغَةِ الْعَرَبِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
ابْنُ مُقْبِلٍ :
وَرُفْقَةٌ يَضْرِبُونَ الْبَيْضَ ضَاحِيَةً ضَرْبًا تَوَاصَتْ بِهِ الْأَبْطَالُ سِجِّينَا
وَقِيلَ النُّونُ بَدَلٌ مِنَ اللَّامِ ، وَالْأَصْلُ سِجِّيلٌ ، مُشْتَقًّا مِنَ السِّجِلِّ ، وَهُوَ الْكِتَابُ .
قَالَ
ابْنَ عَطِيَّةَ : مَنْ قَالَ إِنَّ سِجِّينًا مَوْضِعٌ فَكِتَابٌ مَرْفُوعٌ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ ( إِنَّ ) ، وَالظَّرْفُ وَهُوَ قَوْلُهُ : لَفِي سِجِّينٍ مُلْغًى ، وَمَنْ جَعَلَهُ عِبَارَةً عَنِ الْكِتَابِ ، فَ ( كِتَابٌ ) خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، التَّقْدِيرُ : هُوَ كِتَابٌ ، وَيَكُونُ هَذَا الْكَلَامُ مُفَسِّرًا لِسَجِينٍ مَا هُوَ ؟ كَذَا قَالَ .
قَالَ
الضَّحَّاكُ : مَرْقُومٌ : مَخْتُومٌ بِلُغَةِ حِمْيَرَ ، وَأَصْلُ الرَّقْمِ الْكِتَابَةُ .
قَالَ الشَّاعِرُ :
سَأَرْقُمُ بِالْمَاءِ الْقُرَاحِ إِلَيْكُمُ عَلَى بُعْدِكُمْ إِنْ كَانَ لِلْمَاءِ رَاقِمُ
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=10وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ هَذَا مُتَّصِلٌ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ ، وَالْمَعْنَى : وَيْلٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِمَنْ وَقَعَ مِنْهُ التَّكْذِيبُ بِالْبَعْثِ وَبِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ .
ثُمَّ بَيَّنَ سُبْحَانَهُ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبِينَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=11الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ وَالْمَوْصُولُ صِفَةٌ لِلْمُكَذِّبِينَ ، أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=12وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ أَيْ فَاجِرٍ جَائِرٍ مُتَجَاوِزٍ فِي الْإِثْمِ مُنْهَمِكٍ فِي أَسْبَابِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=13إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا الْمُنَزَّلَةُ عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=13قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ [ ص: 1597 ] أَيْ أَحَادِيثُهُمْ وَأَبَاطِيلُهُمُ الَّتِي زَخْرَفُوهَا .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ إِذَا تُتْلَى بِفَوْقِيَّتَيْنِ .
وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ ،
وَأَبُو السِّمَاكِ ،
وَالْأَشْهَبُ الْعُقَيْلِيُّ ،
وَالسُّلَمِيُّ بِالتَّحْتِيَّةِ .
وَقَوْلُهُ : كَلَّا لِلرَّدْعِ وَالزَّجْرِ لِلْمُعْتَدِي الْأَثِيمِ عَنْ ذَلِكَ الْقَوْلِ الْبَاطِلِ وَتَكْذِيبٌ لَهُ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ بَيَانٌ لِلسَّبَبِ الَّذِي حَمَلَهُمْ عَلَى قَوْلِهِمْ بِأَنَّ الْقُرْآنَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ : غَلَبَ عَلَيْهَا رَيْنًا وَرُيُونًا ، وَكُلُّ مَا غَلَبَكَ وَعَلَاكَ فَقَدْ رَانَ بِكَ وَرَانَ عَلَيْكَ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : هُوَ أَنَّهَا كَثُرَتْ مِنْهُمُ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبُ فَأَحَاطَتْ بِقُلُوبِهِمْ ، فَذَلِكَ الرَّيْنُ عَلَيْهَا .
قَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ الذَّنْبُ عَلَى الذَّنْبِ حَتَّى يَعْمَى الْقَلْبُ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : الْقَلْبُ مِثْلُ الْكَفِّ ، وَرَفَعَ كَفَّهُ فَإِذَا أَذْنَبَ انْقَبَضَ وَضَمَّ أُصْبُعَهُ ، فَإِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ انْقَبَضَ وَضَمَّ أُخْرَى حَتَّى ضَمَّ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا حَتَّى يُطْبَعَ عَلَى قَلْبِهِ .
قَالَ : وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الرَّيْنُ .
ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ .
قَالَ
أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ قَدْ رِينَ بِالرَّجُلِ رَيْنًا : إِذَا وَقَعَ فِيمَا لَا يَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ مِنْهُ وَلَا قِبَلَ لَهُ بِهِ .
وَقَالَ
أَبُو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ : الرَّيْنُ أَنْ يُسَوَّدَ الْقَلْبُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَالطَّبْعُ أَنْ يُطْبَعَ عَلَى الْقَلْبِ وَهُوَ أَشَدُّ مِنَ الرَّيْنِ ، وَالْإِقْفَالُ أَشَدُّ مِنَ الطَّبْعِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الرَّيْنُ هُوَ كَالصَّدَأِ يَغْشَى الْقَلْبَ كَالْغَيْمِ الرَّقِيقِ ، وَمِثْلُهُ الْغَيْنُ .
ثُمَّ كَرَّرَ سُبْحَانَهُ الرَّدْعَ وَالزَّجْرَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=15كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ وَقِيلَ ( كَلَّا ) بِمَعْنَى حَقًّا : أَيْ حَقًّا إِنَّهُمْ ، يَعْنِي الْكُفَّارَ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَرَوْنَهُ أَبَدًا .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي أَنَّهُمْ بَعْدَ الْعَرْضِ وَالْحِسَابِ لَا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ نَظَرَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى رَبِّهِمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14127الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ : كَمَا حَجَبَهُمْ فِي الدُّنْيَا عَنْ تَوْحِيدِهِ حَجَبَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَنْ رُؤْيَتِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : فِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28725اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُرَى فِي الْقِيَامَةِ ، وَلَوْلَا ذَلِكَ مَا كَانَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فَائِدَةٌ .
وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=22وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=75&ayano=23إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ فَأَعْلَمَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَنْظُرُونَ ، وَأَعْلَمَ أَنَّ الْكُفَّارَ مَحْجُوبُونَ عَنْهُ .
وَقِيلَ هُوَ تَمْثِيلٌ لِإِهَانَتِهِمْ بِإِهَانَةِ مَنْ يُحْجَبُ عَنِ الدُّخُولِ عَلَى الْمُلُوكِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12531وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : هُوَ أَنْ لَا يَنْظُرَ إِلَيْهِمْ بِرَحْمَتِهِ وَلَا يُزَكِّيَهِمْ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : مَحْجُوبُونَ عَنْ كَرَامَتِهِ ، وَكَذَا قَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=16ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ أَيْ دَاخِلُو النَّارِ وَمُلَازِمُوهَا غَيْرُ خَارِجِينَ مِنْهَا ، وَثُمَّ لِتَرَاخِي الرَّتَبَةِ ؛ لِأَنَّ صَلْيَ الْجَحِيمِ أَشَدُّ مِنَ الْإِهَانَةِ وَحِرْمَانِ الْكَرَامَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=17ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ أَيْ تَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ جَهَنَّمَ تَبْكِيتًا وَتَوْبِيخًا : هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوهُ وَذُوقُوهُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021771مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ ، وَلَا طَفَّفُوا الْكَيْلَ إِلَّا مُنِعُوا النَّبَاتَ وَأُخِذُوا بِالسِّنِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021772أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ : فَكَيْفَ إِذَا جَمَعَكُمُ اللَّهُ كَمَا يُجْمَعُ النَّبْلُ فِي الْكِنَانَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ لَا يَنْظُرُ إِلَيْكُمْ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021774عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=6يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ بِمِقْدَارِ نِصْفِ يَوْمٍ مِنْ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، فَيُهَوَّنُ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِ كَتَدَلِّي الشَّمْسِ إِلَى الْغُرُوبِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : إِذَا حُشِرَ النَّاسُ قَامُوا أَرْبَعِينَ عَامًا .
وَأَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِهِ مَرْفُوعًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021775عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ nindex.php?page=treesubj&link=30298مَقَامُ النَّاسِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : أَلْفُ سَنَةٍ لَا يُؤْذَنُ لَهُمْ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي الزُّهْدِ
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ مِنْ طَرِيقِ
شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنَ عَبَّاسٍ سَأَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبَ الْأَحْبَارِ عَنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=7كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ قَالَ : إِنَّ رُوحَ الْفَاجِرِ يُصْعَدُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَتَأْبَى السَّمَاءُ أَنْ تَقْبَلَهَا ، فَيُهْبَطُ بِهَا إِلَى الْأَرْضِ فَتَأْبَى أَنْ تَقْبَلَهَا ، فَيُدْخَلُ بِهَا تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ حَتَّى يُنْتَهِيَ بِهَا إِلَى سِجِّينٍ ، وَهُوَ خَدُّ إِبْلِيسَ ، فَيُخْرَجُ لَهَا مِنْ تَحْتِ خَدِّ إِبْلِيسَ كِتَابًا فَيُخْتَمُ وَيُوضَعُ تَحْتَ خَذِّ إِبْلِيسَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : سِجِّينٌ أَسْفَلَ الْأَرَضِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
الْفَلَقُ جُبٌّ فِي جَهَنَّمَ مُغَطًّى ، وَأَمَّا سِجِّينٌ فَمَفْتُوحٌ .
قَالَ
ابْنُ كَثِيرٍ : هُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ مُنْكَرٌ لَا يَصِحُّ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : سِجِّينٌ الْأَرْضُ السَّابِعَةُ السُّفْلَى
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْ
جَابِرٍ نَحْوَهُ مَرْفُوعًا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الْبَعْثِ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ
كَعْبًا الْوَفَاةُ أَتَتْهُ
أُمُّ بِشْرٍ بِنْتُ الْبَرَاءِ فَقَالَتْ : إِنْ لَقِيتَ ابْنِي فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ ، فَقَالَ : غَفَرَ اللَّهُ لَكِ يَا
أُمَّ بِشْرٍ نَحْنُ أَشْغَلُ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : أَمَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021777إِنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ حِينَ شَاءَتْ ، وَإِنَّ نَسَمَةَ الْكَافِرِ فِي سِجِّينٍ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَتْ : فَهُوَ ذَلِكَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16418ابْنُ الْمُبَارَكِ نَحْوَهُ عَنْ
سَلْمَانَ .
وَأَخْرَجَ
أَحْمَدُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الشُّعَبِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1021778إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ عَادَ زَادَتْ حَتَّى تُغَلِّفَ قَلْبَهُ ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي الْقُرْآنِ nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=14كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ .