الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نظف

                                                          نظف : النظافة : النقاوة . النظافة : مصدر التنظيف ، والفعل اللازم منه نظف الشيء بالضم نظافة فهو نظيف : حسن وبهو . ونظفه ينظفه تنظيفا أي نقاه . وفي الحديث : أن الله تبارك وتعالى نظيف يحب النظافة . قال ابن الأثير : نظافة الله كناية عن تنزهه من سمات الحدث وتعاليه في ذاته عن كل نقص وحبه النظافة من غيره كناية عن خلوص العقيدة ونفي الشرك ومجانبة الأهواء ، ثم نظافة القلب عن الغل والحقد والحسد وأمثالها ثم نظافة المطعم والملبس عن الحرام والشبه ، ثم نظافة الظاهر بملابسة العبادات . ومنه الحديث : نظفوا أفواهكم فإنها طرق القرآن . أي صونوها عن اللغو والفحش والغيبة والنميمة والكذب وأمثالها وعن أكل الحرام والقاذورات ، والحث على تطهيرها من النجاسات والسؤال . والتنظف : تكلف النظافة . واستنظفت الشيء أي أخذته نظيفا كله . وفي الحديث : تكون فتنة تستنظف العرب أي تستوعبهم هلاكا ، من استنظفت الشيء إذا أخذته كله ، ومنه قولهم : استنظفت ما عنده واستغنيت عنه . والمنظفة : سمهة تتخذ من الخوص . واستنظف الوالي ما عليه من الخراج : استوفاه ، ولا يستعمل التنظيف في هذا المعنى ، قال الجوهري : يقال : استنظفت الخراج ، ولا يقال نظفته . ونظف الفصيل ما في ضرع أمه وانتظفه : شرب جميع ما فيه ، وانتظفته أنا كذلك . قال أبو منصور : والتنظف عند العرب التنطس والتقزز وطلب النظافة من رائحة غمر أو نفي زهومة وما أشبهها ، وكذلك غسل الوسخ والدرن والدنس . ويقال : للأشنان وما أشبهه : نظيف ، لتنظيفه اليد والثوب من غمر المرق واللحم ، ووضر الودك وما أشبهه . وقال أبو بكر في قولهم نظيف السراويل : معناه أنه عفيف الفرج يكنى بالسراويل عن الفرج كما يقال : هو عفيف المئزر والإزار ، قال متمم بن نويرة يرثي أخاه :


                                                          حلو شمائله عفيف المئزر



                                                          أي عفيف الفرج . قال : وفلان نجس السراويل إذا كان غير عفيف الفرج . قال : وهم يكنون بالثياب عن النفس والقلب ، وبالإزار عن العفاف ، وقال غيره :


                                                          فشككت بالرمح الأصم ثيابه



                                                          وقال في قوله :


                                                          فسلي ثيابي من ثيابك تنسل



                                                          في الثياب ثلاثة أقوال : قال قوم : الثياب هاهنا كناية عن الأمر ، المعنى اقطعي أمري من أمرك ، وقيل : الثياب كناية عن القلب المعنى سلي قلبي من قلبك ، وقال قوم : هذا الكلام كناية عن الصريمة ، يقول الرجل لامرأته : ثيابي من ثيابك حرام ، ومعنى البيت إني في خلق لا ترضينه فاصرميني ، وقوله تنسل تبين وتقطع ، ونسلت السن إذا بانت ونسل ريش الطائر إذا سقط .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية