الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1910 باب فضل ليلة القدر

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان فضل ليلة القدر ، ثبت في رواية أبي ذر قبل الباب بسملة ، ومعنى ليلة القدر ليلة تقدير الأمور وقضائها ، والحكم والفضل ، يقضي الله فيها قضاء السنة ، وهو مصدر قولهم قدر الله الشيء قدرا وقدرا ، لغتان كالنهر والنهر ، وقدره تقديرا بمعنى واحد ، وقيل : سميت بذلك لخطرها وشرفها ، وعن الزهري : هي ليلة العظمة والشرف من قول الناس : لفلان عند الأمير قدر ، أي جاه ومنزلة ، ويقال : قدرت فلانا ، أي عظمته ، قال الله تعالى : وما قدروا الله حق قدره أي : ما عظموه حق عظمته ، وقال أبو بكر الوراق : سميت بذلك لأن من لم يكن ذا قدر وخطر يصير في هذه الليلة ذا قدر وخطر إذا أدركها وأحياها ، وقيل : لأن كل عمل صالح يوجد فيها من المؤمن يكون ذا قدر وقيمة عند الله لكونه مقبولا فيها ، وقيل : لأنه أنزل فيها كتاب ذو قدر .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 129 ] وقال سهل بن عبد الله : لأن الله تعالى يقدر الرحمة فيها على عباده المؤمنين ، وقيل : لأنه ينزل فيها إلى الأرض ثلاثة من الملائكة أولي قدر وخطر ، وعن الخليل بن أحمد لأن الأرض يضيق فيها بالملائكة من قوله : ويقدر ومن قدر عليه رزقه وقيل : القدر هنا بمعنى القدر بفتح الدال الذي يواخي القضاء والمعنى أنه يقدر فيها أحكام تلك السنة لقوله تعالى : فيها يفرق كل أمر حكيم وقيل : إنما جاء القدر بسكون الدال ، وإن كان الشائع في القدر الذي هو يواخي القضاء فتح الدال ليعلم أنه لم يرد به ذلك ، وإنما أريد به تفصيل ما جرى به القضاء وإظهاره وتحديده في تلك السنة لتحصيل ما يلقى إليهم فيها مقدارا بمقدار .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية