الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولقد آتينا موسى الكتاب ؛ يعني التوراة؛ وقوله: وقفينا من بعده بالرسل ؛ أي: أرسلنا رسولا يقفو رسولا في دعائه إلى توحيد الله؛ والقيام بشرائع دينه؛ يقال من ذلك: " فلان يقفو فلانا " ؛ إذا أتبعه. وقوله - عز وجل -: وآتينا عيسى ابن مريم البينات ؛ معنى " آتينا " : أعطينا؛ ومعنى " البينات " : الآيات التي يعجز عنها المخلقون؛ مما أعطيه عيسى - صلى الله عليه وسلم -؛ من إحيائه الموتى؛ وإبرائه الأكمه؛ والأبرص. وقوله - عز وجل -: وأيدناه بروح القدس ؛ معنى " أيدنا " ؛ في اللغة: قوينا؛ وشددنا؛ قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        من أن تبدلت بآد آدا



                                                                                                                                                                                                                                        يريد: " من أن تبدلت بأيد آدا " ؛ يريد: بقوة قوة؛ " الآد " ؛ و " الأيد " : القوة . وقوله - عز وجل -: بروح القدس ؛ " روح القدس " : " جبريل " - عليه السلام -؛ و " القدس " : الطهارة؛ وقد بيناه. وقوله - عز وجل -: أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ؛ [ ص: 169 ] نصب " كلما " ؛ كنصب سائر الظروف؛ ومعنى " استكبرتم " : أنفتم؛ وتعظمتم من أن تكونوا أتباعا؛ لأنهم كانت لهم رياسة؛ وكانوا متبوعين؛ فآثروا الدنيا على الآخرة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية