الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[باب الفراش]

وفي باب الفراش: ما روي عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "فراش للرجل، وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان" رواه مسلم.

أفاد الحديث كراهة الزيادة في جمع الملابس، وأرشد إلى المحتاج إليها منها، وهو ثلاثة فرش فقط، وما زاد على ذلك، ففيه حظ للشيطان؛ لأنه يجر إلى التفاخر والمخيلة، والسرف، والرياء، والسمعة.

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذلك، ويرشد أمته إليه.

والناس غلوا في قطعها حتى يجمع أحدهم عنده من الثياب، ما لا يأتي عليه من الحصر، ويكون لكل واحد من الرجال والنساء - أهل الترف والسعة - أثواب كثيرة مزوقة بأصناف التكلفات، يصرفون في إعدادها ألوفا من الأموال، وصنوفا من التمويه والتطريز، حتى فات الحصر لها، وذلك في هذا الزمان كثير.

ولا ريب أن هذه العناية منهم في تحسين الزي بلغ بهم إلى حد السرف والتبذير، وأدخلهم في عداد المسرفين المبذرين إخوان الشياطين.

وهؤلاء يبذلون مالهم الحلال أو الحرام في هذا، والناس الفقراء والمسلمون في عظيم فاقة، وحاجة إلى ستر السوءة، وتغطية العورة منهم.

فلو أنفقوا هذه الزيادة من الدولة، وهذا الفضل من المال عليهم، لكان لهؤلاء أجر، واستحقوا الثواب العظيم، وكانوا في عداد من قال الله فيهم:

وتعاونوا على البر والتقوى ، ولكن أنى لهم التناوش من مكان بعيد؟!

التالي السابق


الخدمات العلمية