الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 654 ] 3484 - ذو العرف يجمع من قبائل الشرك جمعا عظيما

                                                                                            8471 - أخبرنا أبو منصور محمد بن القاسم بن عبد الرحمن العتكي ، ثنا أبو سهل بسر بن سهل اللباد ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث بن سعد ، حدثني أبو قبيل ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - ، " أن رجلا من أعداء المسلمين بالأندلس يقال له : ذو العرف يجمع من قبائل الشرك جمعا عظيما ، يعرف من بالأندلس أن لا طاقة لهم ، فيهرب أهل القوة من المسلمين في السفن ، فيجيزون إلى طنجة ويبقى ضعفة الناس وجماعتهم ، ليس لهم سفن يجيزون عليها ، فيبعث الله - عز وجل وعلا - ويعبر لهم في البحر ، فيجز الوعل لا يغطي الماء أظلافه ، فيراه الناس فيقولون : الوعل الوعل اتبعوه ، فيجيز الناس على أثره كلهم ، ثم يصير البحر على ما كان عليه ويجيز العدو في المراكب ، فإذا حس بهم أهل الأفريقية هربوا كلهم من أفريقية ومعهم من كان بالأندلس من المسلمين ، حتى يدخلوا الفسطاط ، ويقبل ذلك العدو حتى ينزلوا فيما بين مربوط إلى الأهرام مسيرة خمس برد ، فيملأون ما هنالك شرا ، فتخرج إليهم راية المسلمين على الجسر ، فينصرهم الله عليهم فيهزمونهم ويقتلونهم إلى ألولبة مسيرة عشر ليال ، ويستوقد أهل الفسطاط بعجلهم وأداتهم سبع سنين ، وينفلت ذو العرف من القتل ومعه كتاب لا ينظر فيه إلا وهو منهزم ، فيجد فيه ذكر الإسلام ، وأنه يؤمر فيه بالدخول في السلم ، فيسأل الأمان على نفسه وعلى من أجابه إلى الإسلام من أصحابه الذين أقبلوا معه ، فيسلم فيصير من المسلمين ، ثم يأتي العام الثاني رجل من الحبشة يقال له أسيس ، وقد جمع جمعا عظيما فيهرب المسلمون منهم من أسوان ، حتى لا يبقى بها ولا فيها دونها أحد من المسلمين إلا دخل الفسطاط ، فينزل أسيس بجيشه منف ، وهو على رأس بريد من الفسطاط ، فتخرج إليهم راية المسلمين على الجسر فينصرهم الله عليهم فيقتلونهم ويأسرونهم ، حتى يباع الأسود بعباءة " " هذا حديث صحيح موقوف الإسناد على شرط الشيخين ، وهو أصل في معرفة وقوع الفتن بمصر ولم يخرجاه " ومنف : هو الذي يقول منصور الفقيه - رحمه الله - فيه :

                                                                                            سألت أمس قصورا بعين شمس ومنف عن أهلها أين حلوا فلم يجبني بحرف

                                                                                            .

                                                                                            [ ص: 655 ]

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية