الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نغض

                                                          نغض : نغض الشيء ينغض نغضا ونغوضا ونغضانا وتنغض وأنغض : تحرك واضطرب ، وأنغضه هو أي حركه كالمتعجب من الشيء . ويقال : نغض فلان أيضا رأسه ، يتعدى ولا يتعدى . والنغضان : تنغض الرأس والأسنان في ارتجاف إذا رجفت تقول نغضت ، ومنه حديث عثمان : سلس بولي ونغضت أسناني أي قلقت وتحركت . ويقال : نغض رأسه إذا تحرك ، وأنغضه إذا حركه ، ومنه الحديث : وأخذ ينغض رأسه كأنه يستفهم ما يقال له أي يحركه ويميل إليه . وفي التنزيل العزيز : فسينغضون إليك رءوسهم قال الفراء : أنغض رأسه إذا حركه إلى فوق وإلى أسفل ، والرأس ينغض وينغض لغتان . والثنية إذا تحركت قيل : نغضت سنه ، وإنما سمي الظليم نغضا ونغضا ; لأنه إذا عجل في مشيته ارتفع وانخفض . قال أبو الهيثم : يقال للرجل إذا حدث بشيء فحرك رأسه إنكارا له ، قد أنغض رأسه . ونغض رأسه ينغض وينغض نغضا ونغوضا أي تحرك . ونغض برأسه ينغض نغضا : حركه ، قال العجاج يصف الظليم :


                                                          واستبدلت رسومه سفنجا أصك نغضا لا يني مستهدجا

                                                          وفي المحكم : أسك بالسين . والنغض : الذي يحرك رأسه ويرجف في مشيته ، وصف بالمصدر . وكل حركة في ارتجاف نغض . يقال : نغض رحل البعير وثنية الغلام نغضا ونغضانا ، قال ذو الرمة :


                                                          ولم ينغض بهن القناطر

                                                          ونغض ونغض : الظليم كذلك معرفة ; لأنه اسم للنوع كأسامة ، وقال غيره : النغض الظليم الجوال ، ويقال بل هو الذي ينغض رأسه كثيرا . والناغض : الغضروف . ابن سيده : ونغض الكتف حيث تذهب وتجيء وقيل : هو أعلى منقطع غضروف الكتف ، وقيل : النغضان اللذان ينغضان من أصل الكتف فيتحركان إذا مشى . وروى شعبة عن عاصم عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال : نظرت إلى ناغض كتف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيمن والأيسر فإذا كهيئة الجمع عليه الثآليل ، قال شمر : الناغض من الإنسان أصل العنق حيث ينغض رأسه ، ونغض الكتف هو العظم الرقيق على طرفها . وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه : بشر الكنازين برضفة في الناغض أي بحجر محمى فيوضع على ناغضه وهو فرع الكتف ، قيل له ناغض لتحركه ، وأصل النغض الحركة . وفي حديث ابن [ ص: 311 ] الزبير : إن الكعبة لما احترقت نغضت أي تحركت ووهت . وفي حديث سلمان في خاتم النبوة : وإذا الخاتم في ناغض كتفه الأيسر ، وروي في نغض كتفه ، النغض والنغض والناغض : أعلى الكتف ، وقيل : هو العظم الرقيق الذي على طرفه . وغيم نغاض ونغض السحاب إذا كثف ثم مخض تراه يتحرك بعضه في بعض ولا يسير ، قال رؤبة :

                                                          أرق عينيك عن الغماض برق ترى في عارض نغاض

                                                          قال ابن بري : الذي وقع في شعره :


                                                          برق سرى في عارض نهاض

                                                          الليث : يقال للغيم إذا كثف ثم تمخض : قد نغض حيث تراه يتحرك بعضه في بعض متحيرا ولا يسير . ومحال نغض : قال الراجز :


                                                          لا ماء في المقراة إن لم تنهض     بمسد فوق المحال النغض



                                                          قال ابن بري : والنغضة في شعر الطرماح يصف ثورا :


                                                          بات إلى نغضة يطوف بها     في رأس متن أبزى به جرده



                                                          هو الشجرة فيما فسره ابن قتيبة وفسر غيره النغضة في البيت بالنعامة . وفي صفته صلى الله عليه وسلم من حديث علي رضي الله عنه : كان نغاض البطن ، فقال له عمر رضي الله عنه : ما نغاض البطن ؟ فقال : معكن البطن ، وكان عكنه أحسن من سبائك الذهب والفضة ، قال النغض والنهض أخوان ولما كان في العكن نهوض ونتوء عن مستوى البطن قيل للمعكن نغاض البطن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية