الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : فلما نسوا ما ذكروا به عطف على مقدر ينساق إليه النظم الكريم ; أي : فانهمكوا فيه ، ونسوا ما ذكروا به من البأساء والضراء ، فلما نسوه .

                                                                                                                                                                                                                                      فتحنا عليهم أبواب كل شيء من فنون النعماء على منهاج الاستدراج ، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال : " مكر بالقوم ورب الكعبة " . وقرئ : ( فتحنا ) بالتشديد للتكثير ، وفي ترتيب الفتح على النسيان المذكور إشعار بأن التذكر في الجملة غير خال عن النفع .

                                                                                                                                                                                                                                      و" حتى " في قوله تعالى : حتى إذا فرحوا بما أوتوا هي التي يبتدأ بها الكلام ، دخلت على الجملة الشرطية كما في قوله تعالى : حتى إذا جاء أمرنا ... الآية ، ونظائره ، وهي [ ص: 134 ] مع ذلك غاية لقوله تعالى : " فتحنا " ، أو لما يدل هو عليه ، كأنه قيل : ففعلوا ما فعلوا حتى إذا اطمأنوا بما أتيح لهم وبطروا وأشروا .

                                                                                                                                                                                                                                      أخذناهم بغتة ; أي : نزل بهم عذابنا فجأة ، ليكون أشد عليهم وقعا وأفظع هولا .

                                                                                                                                                                                                                                      فإذا هم مبلسون متحسرون غاية الحسرة آيسون ، من كل خير واجمون . وفي الجملة الاسمية دلالة على استقرارهم على تلك الحالة الفظيعة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية