الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              880 (51) باب

                                                                                              النهي عن أن تنشد الضالة في المسجد

                                                                                              [ 456 ] عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لهذا .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 349)، ومسلم (568)، وأبو داود (473)، والترمذي (1321)، وابن ماجه (767) .

                                                                                              [ ص: 174 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 174 ] (51) ومن باب : النهي عن أن تنشد الضالة في المسجد

                                                                                              نشدت الضالة بمعنى : طلبتها . وأنشدتها : عرفتها . قاله يعقوب وغيره ، ومنه قول الشاعر :


                                                                                              إصاخة الناشد للمنشد



                                                                                              والإصاخة : الاستماع .

                                                                                              وقوله : فليقل : لا ردها الله عليك : دعاء على الناشد في المسجد بعدم الوجدان ، فهو معاقبة له في ماله على نقيض مقصوده ، فليلحق به ما في معناه ; فمن رفع صوته فيه بما يقتضي مصلحة ترجع إلى الرافع صوته ، دعي عليه على نقيض مقصوده ذلك ; بسبب جريمة رفع الصوت في المسجد ، وإليه ذهب مالك في جماعة ، حتى كرهوا رفع الصوت في المسجد في العلم وغيره . وأجاز أبو حنيفة وأصحابه ومحمد بن مسلمة من أصحابنا رفع الصوت فيه في الخصومة والعلم . قالوا : لأنهم لا بد لهم من ذلك ، وهذا مخالف لظاهر الحديث . وقولهم : لا بد لهم من ذلك ممنوع ، بل لهم بد من ذلك بوجهين :

                                                                                              [ ص: 175 ] أحدهما : ملازمة الوقار والحرمة ، وبإخطار ذلك بالبال والتحرز من نقيضه ، ومن خاف ما يقع فيه تحرز منه .

                                                                                              والثاني : أنه إذا لم يتمكن من ذلك فليتخذ لذلك موضعا يخصه ، كما فعل عمر ، وقال : من أراد أن يلغط أو ينشد شعرا فليخرج من المسجد .




                                                                                              الخدمات العلمية