الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 324 ] نفض

                                                          نفض : النفض : مصدر نفضت الثوب والشجر وغيره أنفضه نفضا : إذا حركته لينتفض ، ونفضته ، شدد للمبالغة . والنفض بالتحريك : ما تساقط من الورق والثمر وهو فعل بمعنى مفعول كالقبض بمعنى المقبوض . والنفض : ما وقع من الشيء إذا نفضته . والنفض : أن تأخذ بيدك شيئا فتنفضه تزعزعه وتترتره وتنفض التراب عنه . ابن سيده : نفضه ينفضه نفضا فانتفض . والنفاضة والنفاض بالضم : ما سقط من الشيء إذا نفض وكذلك هو من الورق ، وقالوا : نفاض من ورق كما قالوا : حال من ورق ، وأكثر ذلك في ورق السمر خاصة يجمع ويخبط في ثوب . والنفض : ما انتفض من الشيء . ونفض العضاه : خبطها . وما طاح من حمل الشجرة ، فهو نفض . قال ابن سيده : والنفض ما طاح من حمل النخل وتساقط في أصوله من الثمر . والمنفض : وعاء ينفض فيه التمر . والمنفض : المنسف . ونفضت المرأة كرشها فهي نفوض : كثيرة الولد . والنفض : من قضبان الكرم بعدما ينضر الورق وقبل أن تتعلق حوالقه ، وهو أغض ما يكون وأرخصه ، وقد انتفض الكرم عند ذلك ، والواحدة نفضة ، جزم . وتقول : انتفضت جلة التمر : إذا نفضت ما فيها من التمر . ونفض الشجرة : حين تنتفض ثمرتها . والنفض : ما تساقط من غير نفض في أصول الشجر من أنواع الثمر . وأنفضت جلة التمر : نفض جميع ما فيها . والنفضى : الحركة . وفي حديث قيلة : ملاءتان كانتا مصبوغتين وقد نفضتا أي نصل لون صبغهما ولم يبق إلا الأثر . والنافض : حمى الرعدة ، مذكر ، وقد نفضته وأخذته حمى نافض وحمى نافض وحمى بنافض ، هذا الأعلى ، وقد يقال حمى نافض فيوصف به . الأصمعي : إذا كانت الحمى نافضا قيل نفضته فهو منفوض . والنفضة بالضم : النفضاء وهي رعدة النافض . وفي حديث الإفك : فأخذتها حمى بنافض أي برعدة شديدة كأنها نفضتها أي حركتها . النفضة : الرعدة . وأنفض القوم : نفد طعامهم وزادهم مثل أرملوا ؛ قال أبو المثلم :


                                                          له ظبية وله عكة إذا أنفض القوم لم ينفض



                                                          وفي الحديث : كنا في سفر فأنفضنا أي فني زادنا كأنهم نفضوا مزاودهم لخلوها ، وهو مثل أرمل وأقفر . وأنفضوا زادهم : أنفدوه ، والاسم النفاض بالضم . وفي المثل : النفاض يقطر الجلب ، يقول : إذا ذهب طعام القوم أو ميرتهم قطروا إبلهم التي كانوا يضنون بها فجلبوها للبيع فباعوها واشتروا بثمنها ميرة . والنفاض : الجدب ، ومنه قولهم : النفاض يقطر الجلب وكان ثعلب يفتحه ، ويقول : هو الجدب ، يقول : إذا أجدبوا جلبوا الإبل قطارا قطارا للبيع . والإنفاض : المجاعة والحاجة . ويقال : نفضنا حلائبنا نفضا واستنفضناها استنفاضا وذلك إذا استقصوا عليها في حلبها فلم يدعوا في ضروعها شيئا من اللبن . ونفض القوم نفضا : ذهب زادهم . ابن شميل : وقوم نفض أي نفضوا زادهم . وأنفض القوم أي هلكت أموالهم . ونفض الزرع سبلا : خرج آخر سنبله . ونفض الكرم : تفتحت عناقيده والنفض : حب العنب حين يأخذ بعضه ببعض . والنفض : أغض ما يكون من قضبان الكرم . ونفوض الأرض : نبائثها . ونفض المكان ينفضه نفضا واستنفضه إذا نظر جميع ما فيه حتى يعرفه ، قال زهير يصف بقرة فقدت ولدها :


                                                          وتنفض عنها غيب كل خميلة     وتخشى رماة الغوث من كل مرصد



                                                          وتنفض أي تنظر هل ترى فيه ما تكره أم لا . والغوث : قبيلة من طيء . وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه - والغار : أنا أنفض لك ما حولك . أي أحرسك وأطوف هل أرى طلبا . ورجل نفوض للمكان : متأمل له . واستنفض القوم : تأملهم ؛ وقول العجير السلولي :


                                                          إلى ملك يستنفض القوم طرفه     له فوق أعواد السرير زئير

                                                          يقول : ينظر إليهم فيعرف من بيده الحق منهم ، وقيل : معناه أنه يبصر في أيهم الرأي وأيهم بخلاف ذلك . واستنفض الطريق : كذلك . واستنفاض الذكر وإنفاضه : استبراؤه مما فيه من بقية البول . وفي الحديث : ابغني أحجارا أستنفض بها . أي أستنجي بها ، وهو من نفض الثوب ؛ لأن المستنجي ينفض عن نفسه الأذى بالحجر أي يزيله ويدفعه ، ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما : أنه كان يمر بالشعب من مزدلفة فينتفض ويتوضأ . الليث : يقال استنفض ما عنده أي استخرجه ، وقال رؤبة :


                                                          صرح مدحي لك واستنفاضي



                                                          والنفيضة : الذي ينفض الطريق . والنفضة : الذين ينفضون الطريق . الليث : النفضة بالتحريك الجماعة يبعثون في الأرض متجسسين لينظروا هل فيها عدو أو خوف . وكذلك النفيضة نحو الطليعة ، وقالت سلمى الجهنية ترثي أخاها أسعد ، وقال ابن بري صوابه سعدى الجهنية :


                                                          يرد المياه حضيرة ونفيضة     ورد القطاة إذا اسمأل التبع



                                                          يعني إذا قصر الظل نصف النهار ، وحضيرة ونفيضة منصوبان على الحال ، والمعنى أنه يغزو وحده في موضع الحضيرة والنفيضة كما قال الآخر :


                                                          يا خالدا ألفا ويدعى واحدا



                                                          وكقول أبي نخيلة :


                                                          أمسلم إني يا ابن كل خليفة     ويا واحد الدنيا ويا جبل الأرض



                                                          أي أبوك وحده يقوم مقام كل خليفة ، والجمع النفائض ، قال أبو ذؤيب يصف المفاوز :


                                                          بهن نعام بناه الرجا     ل تلقي النفائض فيه السريحا

                                                          قال الجوهري : هذا قول الأصمعي وهكذا رواه أبو عمرو بالفاء ، إلا أنه قال في تفسيره : إنها الهزلى من الإبل . قال ابن بري : النعام خشبات يستظل تحتها والرجال الرجالة ، والسريح سيور تشد بها النعال ، يريد أن نعال النفائض تقطعت . الفراء : حضيرة الناس وهي الجماعة ، ونفيضتهم وهي الجماعة . ابن الأعرابي : حضيرة [ ص: 325 ] يحضرها الناس ، ونفيضة ليس عليها أحد . ويقال : إذا تكلمت ليلا فاخفض ، وإذا تكلمت نهارا فانفض أي التفت هل ترى من تكره . واستنفض القوم : أرسلوا النفضة ، وفي الصحاح : النفيضة ، ونفضت الإبل وأنفضت : نتجت كلها ، قال ذو الرمة :


                                                          ترى كفأتيها تنفضان ولم يجد     لها ثيل سقب في النتاجين لامس

                                                          روي بالوجهين : تنفضان وتنفضان ، وروي كلا كفأتيها تنفضان ، ومن روى تنفضان فمعناه تستبرآن من قولك نفضت المكان إذا نظرت إلى جميع ما فيه حتى تعرفه ، ومن روى تنفضان أو تنفضان فمعناه أن كل واحد من الكفأتين تلقي ما في بطنها من أجنتها فتوجد إناثا ليس فيها ذكر ، أراد أنها كلها مآنيث تنتج الإناث ، وليست بمذاكير . ابن شميل : إذا لبس الثوب الأحمر أو الأصفر فذهب بعض لونه قيل : قد نفض صبغه نفضا ، قال ذو الرمة :


                                                          كساك الذي يكسو المكارم حلة     من المجد لا تبلى بطيئا نفوضها

                                                          ابن الأعرابي : النفاضة ضوازة السواك ونفاثته . والنفضة : المطرة تصيب القطعة من الأرض وتخطئ القطعة . التهذيب : ونفوض الأمر راشانها ، وهي فارسية ، إنما هي أشرافها . والنفاض ، بالكسر : إزار من أزر الصبيان قال :


                                                          جارية بيضاء في نفاض     تنهض فيه أيما انتهاض

                                                          وما عليه نفاض أي ثوب . والنفض : خرء النحل ؛ عن أبي حنيفة . ابن الأعرابي : النفض التحريك والنفض تبصر الطريق ، والنفض القراءة ، يقال : فلان ينفض القرآن كله ظاهرا أي يقرؤه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية