الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ المسألة ] الرابعة [ ما المبين القول أم الفعل ]

                                                      إذا ورد بعد المجمل قول وفعل ، وكل واحد منهما صالح لبيانه فماذا يكون البيان ؟ فإما أن يتفقا في الحكم ، وإما أن يختلفا ، فإن اتفقا وعلم سبق أحدهما فهو المبين قولا كان أو فعلا ، والثاني تأكيد له . وقيل : إن كان الفعل أضعف دلالة منه لم يحمل على تأكيده ، إذ يمتنع التأكيد بالأضعف ، وإن لم يعلم ، فلا يقضى على واحد منهما بأنه المبين بعينه ، بل يقضى بحصول البيان بواحد لم يطلع عليه ، وهو الأول في نفس الأمر [ ص: 102 ] والثاني تأكيد . وقال صاحب " الكبريت الأحمر " : [ مكانا يتميز عنهما بيانها ] وقيل : هذا إذا تساويا في القوة ، فإن اختلفا فالأشبه أن المرجوح هو المتقدم ورودا ، وإلا لزم التأكيد بالأضعف ، وإن اختلفا علما كأمره بعد نزول الحج القارن أن يكون طوافا واحدا . وروي { أنه عليه السلام قرن ، فطاف لهما طوافين } .

                                                      فالمختار عند الجمهور منهم الإمام فخر الدين ، وأتباعه ، وابن الحاجب أن المبين هو القول سواء كان متقدما على الفعل أو متأخرا ، أو يحمل الفعل على الندب أو الواجب المختص به ، وذلك لأن دلالة القول على البيان بنفسه ، بخلاف الفعل فإنه لا يدل إلا بواسطة انضمام القول إليه ، والدال بنفسه أولى . وقال أبو الحسين البصري : المقدم مطلقا هو البيان كما في صورة اتفاقهما . .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية