الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 243 ] قوله عز وجل: ولا تقف ما ليس لك به علم فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: معناه لا تقل ما ليس لك به علم فلا تقل رأيت ، ولم تر ، ولا سمعت ، ولم تسمع ، ولا علمت ولم تعلم. وهذا قول قتادة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: معناه ولا ترم أحدا بما ليس لك به علم ، وهذا قول ابن عباس. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نحن بني النضر كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا) .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أنه من القيافة وهو اتباع الأثر ، وكأنه يتبع قفا المتقدم ، قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        ومثل الدمى شم العرانين ساكن بهن الحياء لا يشعن التقافيا



                                                                                                                                                                                                                                        أي التقاذف. إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون الإنسان هو المسؤول عن السمع والبصر والفؤاد ؛ لأنه يعمل بها إلى الطاعة والمعصية.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن السمع والبصر والفؤاد تسأل عن الإنسان ليكونوا شهودا عليه، وله ، بما فعل من طاعة وما ارتكب من معصية ، ويجوز أن يقال أولئك لغير الناس، كما قال جرير :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 244 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ذم المنازل بعد منزلة اللوى     والعيش بعد أولئك الأيام



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية