الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
583 608 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف : أبنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11863أبي الزناد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=650573أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=treesubj&link=22682_32790_28798_22741إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه ، يقول : اذكر كذا ، اذكر كذا ، لما لم يكن يذكر ، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى " .
ومنه : حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=691272 " إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون " - الحديث .
وقيل : سميت الإقامة تثويبا ؛ لترديد قوله : " قد قامت الصلاة" مرتين . وهو بعيد حكاه nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي ، ورجح أنها تسمى " تثويبا " لرفع الصوت بها .
قال : والتثويب : الاستغاثة ، وأصله أن يلوح الرجل بثوبه عند الفزع ، يعلم أصحابه .
[ ص: 426 ] وهذا الذي قاله ضعيف ، ولو كان صحيحا لكان تسمية الأذان تثويبا أحق من الإقامة .
وفي الحديث : دليل على nindex.php?page=treesubj&link=22682فضل الأذان ، وأنه يطرد الشيطان حتى يدبر عنده وله ضراط ، بحيث لا يسمع التأذين .
والأذان والإقامة في هذا سواء .
وضراط الشيطان ، محمول على ظاهره عند كثير من العلماء ، ومنهم من تأوله ، ولا حاجة إلى ذلك .
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=657589إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : سألته عن الروحاء ، فقال : هو من المدينة ستة وثلاثون ميلا .
وروى النيسابوري ، عن بشير بن عمرو ، عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، قال : إذا رأيتم الغيلان فأذنوا بالصلاة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص ، قال : أمرنا إذا رأينا الغول أن ينادي بالصلاة .
خرجهما nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا .
[ ص: 427 ] وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : استعمل nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم على معدن بني سليم ، وكان معدنا لا يزال الناس يصابون فيه من قبل الجن ، فذكروا ذلك لزيد بن أسلم ، فأمرهم بالأذان ، وأن يرفعوا أصواتهم به ، ففعلوا فارتفع ذلك عنهم ، وهم عليه حتى اليوم .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : وأعجبني ذلك من رأي nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم .
وفي " صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم " ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657592أرسلني أبي إلى بني حارثة ، قال : ومعي غلام لنا - أو صاحب لنا - ؛ فناداه مناد من حائط باسمه . قال : وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا ، فذكرت ذلك لأبي ، فقال : لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ؛ ولكن إذا سمعت صوتا فنادي بالصلاة ؛ فإني سمعت nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص " .
وقد قيل في سر ذلك : إن المؤذن لا يسمعه جن ولا إنس إلا شهد له يوم القيامة ، كما سيأتي في الحديث بعد هذا ، فيهرب الشيطان من سماع الأذان ويضرط ؛ حتى يمنعه ضراطه من استماعه ، حتى لا يكلف الشهادة به يوم القيامة .
وقيل : إن إعلان التكبير له سر في إذابة الشيطان ، وقد جاء في حديث ضعيف : " إذا رأيتم الحريق فكبروا ؛ فإنه يطفئه " ، والشيطان خلق من النار ، فهو يذوب من سماع التكبير وإعلانه .
ويكره لمن كان جالسا أن يبادر إلى القيام ، ولو إلى الصلاة ؛ لأن فيه مشابهة بالشيطان في إدباره عند سماع الأذان .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم ، وسئل عن nindex.php?page=treesubj&link=22711الرجل يقوم حين يسمع المؤذن ، يبادر يركع ؟ قال : يستحب ركوعه بعدما يفرغ المؤذن أو يقرب من الفراغ ؛ لأنه يقال : إن الشيطان ينفر حين يسمع الأذان .