الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين قال ابن عباس أرني أعطني

                                                                                                                                                                                                        4362 حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه وقال يا محمد إن رجلا من أصحابك من الأنصار لطم في وجهي قال ادعوه فدعوه قال لم لطمت وجهه قال يا رسول الله إني مررت باليهود فسمعته يقول والذي اصطفى موسى على البشر فقلت وعلى محمد وأخذتني غضبة فلطمته قال لا تخيروني من بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جزي بصعقة الطور المن والسلوى [ ص: 153 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 153 ] قوله : ( باب ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك الآية . قال ابن عباس : أرني أعطني ) . وصله ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله : رب أرني أنظر إليك قال أعطني . وأخرج من طريق السدي قال : لما كلم الله موسى أحب أن ينظر إليه قال رب أرني أنظر إليك .

                                                                                                                                                                                                        ( تكملة ) :

                                                                                                                                                                                                        تعلق بقوله تعالى لن تراني نفاة رؤية الله تعالى مطلقا من المعتزلة فقالوا لن لتأكيد النفي الذي يدل عليه لا فيكون النفي على التأييد . وأجاب أهل السنة بأن التعميم في الوقت مختلف فيه ، سلمنا لكن خص بحالة الدنيا التي وقع فيها الخطاب ، وجاز في الآخرة لأن أبصار المؤمنين فيها باقية فلا استحالة أن يرى الباقي بالباقي . بخلاف حالة الدنيا فإن أبصارهم فيها فانية فلا يرى الباقي بالفاني ، وتواترت الأخبار النبوية بوقوع هذه الرؤية للمؤمنين في الآخرة وبإكرامهم بها في الجنة ، ولا استحالة فيها فوجب الإيمان بها ، وبالله التوفيق . وسيأتي مزيد لهذا في كتاب التوحيد حيث ترجم المصنف وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( جاء رجل من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قد لطم وجهه ) الحديث تقدم شرحه مستوفى في أحاديث الأنبياء ، وقوله فيه " أم جزي " كذا للأكثر ولأبي ذر عن الحموي والمستملي " جوزي " وهو المشهور في غير هذا الموضع .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية