nindex.php?page=treesubj&link=30578_32022_32027_32211_32408_32412_32413_32414_32445_34252_34383_34384_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=144ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين
نهى الله تعالى بالنسبه لما رزق الله تعالى - المكلفين أن يتبعوا خطوات الشيطان، وما يزينه للذين يفتحون قلوبهم لوسوسته، وآذانهم لسماع دعاته وأتباعه، وقد زين لهم أن يحرموا بعض الثمرات والزروع ويجعلوا جزءا لله، وجزءا لأوثانهم، وتطيش فيعتدون على ما جعلوه لله، ويحمون ما جعلوه لأوثانهم وحرموا بعض الأنعام، حرموا الوصيلة والسائبة والحام والبحيرة، وقد بينا ما يريدون من هذه الألفاظ من مسميات في موضعها في سورة المائدة في ربع:
[ ص: 2706 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=97جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس عند الكلام في معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=103ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام وفي هذه الآية وما بعدها يبين الله تعالى أنه لا سند من عقل ولا نقل جعل بعض هذه الأنعام محرما، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143ثمانية أزواج عطف على:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141أنشأ أو مفعول لفعل محذوف، وإذا كان التأويل فهي منصوبة، والأزواج جمع زوج، والزوج يطلق على كل فرد يقابله فرد آخر، ويقال لكل واحد منهما زوج، ويقال لمجموعهما زوج، وعد الله تعالت كلماته ثمانية: اثنان من الضأن ذكر وأنثى، واثنان من الماعز ذكر وأنثى، واثنان من الإبل، فحل، وناقة، واثنان من البقر ثور وبقرة، والضأن ذكره كبش، وأنثاه نعجة، والماعز ذكره تيس أو جدي، وأنثاه معزة.
فهذه هي ثمانية أزواج عدا، وقد سلك القرآن في احتجاجه عليهم مسلك الجمع والإفراد، فبين أن التحريم في الرزق يكون لخبث في ذاته اقتضى تحريمه، وأن التحريم يكون من الله تعالى مانح الأرزاق والوجود، وقد ادعوا تحريمهم لما حرموا بوسوسة الشيطان أنه من الله تعالى، متتبعا تحريمهم، فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143آلذكرين حرم أم الأنثيين أي: كل زوج من المحرمات حرم الذكرين منها كالكبش والجدي فتحرم الذكور كلها، ولكنكم لم تحرموها كلها، بل خصصتم بعضها
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143أم الأنثيين منها فحرم النعجة والمعزة، وكان يجب أن تحرم كل الإناث، ولكنكم حرمتم بعضها، وتركتم الآخر، وعلى ذلك لا يكون التحريم بسبب في ذاتها أو ما اشتملت أرحام الأنثيين أي: المواليد ذكورا وإناثا فيحرم الجميع، ولكن خصصتم فلا يكون سببه التحريم لذاتها، ولا بسبب من النقل، فبينوا ما اعتمدتم عليه من العلم إن كنتم صادقين؛ ولذا قال تعالى:
[ ص: 2707 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143نبئوني بعلم إن كنتم صادقين
وإنه بعد البيان الصادق الذي ذكر أولا، يكون قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143نبئوني بعلم من قبيل التهكم بهم; إذ لا دليل عندهم، وطلبه بعد بطلان وجوده تهكم به أو تعجيز لهم، والعجز عن إقامة الدليل في وقت الاحتجاج تسليم بالمدعى بحكم المنطق المستقيم والتفكير القويم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143إن كنتم صادقين التعليق بـ: (إن) فيه إشارة إلى أنهم لا صدق عندهم وأنهم يفترون على الله تعالى فيما يدعون، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143نبئوني النبأ الخبر العظيم، وهذا عظيم في زعمهم.
nindex.php?page=treesubj&link=30578_32022_32027_32211_32408_32412_32413_32414_32445_34252_34383_34384_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=144وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
نَهَى اللَّهُ تَعَالَى بِالنَّسَبِهِ لِمَا رَزَقَ اللَّهُ تَعَالَى - الْمُكَلَّفِينَ أَنْ يَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، وَمَا يُزَيِّنُهُ لِلَّذِينَ يَفْتَحُونَ قُلُوبَهُمْ لِوَسْوَسَتِهِ، وَآذَانَهُمْ لِسَمَاعِ دُعَاتِهِ وَأَتْبَاعِهِ، وَقَدْ زَيَّنَ لَهُمْ أَنْ يُحَرِّمُوا بَعْضَ الثَّمَرَاتِ وَالزُّرُوعِ وَيَجْعَلُوا جُزْءًا لِلَّهِ، وَجُزْءًا لِأَوْثَانِهِمْ، وَتَطِيشُ فَيَعْتَدُونَ عَلَى مَا جَعَلُوهُ لِلَّهِ، وَيَحْمُونَ مَا جَعَلُوهُ لِأَوْثَانِهِمْ وَحَرَّمُوا بَعْضَ الْأَنْعَامِ، حَرَّمُوا الْوَصِيلَةَ وَالسَّائِبَةَ وَالْحَامَ وَالْبَحِيرَةَ، وَقَدْ بَيَّنَّا مَا يُرِيدُونَ مِنْ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ مِنْ مُسَمَّيَاتٍ فِي مَوْضِعِهَا فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ فِي رُبْعِ:
[ ص: 2706 ] nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=97جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ عِنْدَ الْكَلَامِ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=103مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ وَمَا بَعْدَهَا يُبَيِّنُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَا سَنَدَ مِنْ عَقْلٍ وَلَا نَقْلٍ جَعَلَ بَعْضَ هَذِهِ الْأَنْعَامِ مُحَرَّمًا، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ عَطَفٌ عَلَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=141أَنْشَأَ أَوْ مَفْعُولٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ، وَإِذَا كَانَ التَّأْوِيلُ فَهِيَ مَنْصُوبَةٌ، وَالْأَزْوَاجُ جَمْعُ زَوْجٍ، وَالزَّوْجُ يُطْلَقُ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ يُقَابِلُهُ فَرْدٌ آخَرُ، وَيُقَالُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا زَوْجٌ، وَيُقَالُ لِمَجْمُوعِهِمَا زَوْجٌ، وَعَدَّ اللَّهُ تَعَالَتْ كَلِمَاتُهُ ثَمَانِيَةً: اثْنَانِ مِنَ الضَّأْنِ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، وَاثْنَانِ مِنَ الْمَاعِزِ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، وَاثْنَانِ مِنَ الْإِبِلِ، فَحْلٌ، وَنَاقَةٌ، وَاثْنَانِ مِنَ الْبَقَرِ ثَوْرٌ وَبَقَرَةٌ، وَالضَّأْنُ ذَكَرُهُ كَبْشٌ، وَأُنْثَاهُ نَعْجَةٌ، وَالْمَاعِزُ ذَكَرُهُ تَيْسٌ أَوْ جَدْيٌ، وَأُنْثَاهُ مَعْزَةٌ.
فَهَذِهِ هِيَ ثَمَانِيَةُ أَزْوَاجٍ عَدًّا، وَقَدْ سَلَكَ الْقُرْآنُ فِي احْتِجَاجِهِ عَلَيْهِمْ مَسْلَكَ الْجَمْعِ وَالْإِفْرَادِ، فَبَيَّنَ أَنَّ التَّحْرِيمَ فِي الرِّزْقِ يَكُونُ لِخُبْثٍ فِي ذَاتِهِ اقْتَضَى تَحْرِيمَهُ، وَأَنَّ التَّحْرِيمَ يَكُونُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مَانِحِ الْأَرْزَاقِ وَالْوُجُودِ، وَقَدِ ادَّعَوْا تَحْرِيمَهُمْ لَمَّا حَرَّمُوا بِوَسْوَسَةِ الشَّيْطَانِ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، مُتَتَبِّعًا تَحْرِيمَهُمْ، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَيْ: كُلَّ زَوْجٍ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ حَرَّمَ الذَّكَرَيْنِ مِنْهَا كَالْكَبْشِ وَالْجَدْيِ فَتُحَرِّمُ الذُّكُورَ كُلَّهَا، وَلَكِنَّكُمْ لَمْ تُحَرِّمُوهَا كُلَّهَا، بَلْ خَصَّصْتُمْ بَعْضَهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143أَمِ الأُنْثَيَيْنِ مِنْهَا فَحَرَّمَ النَّعْجَةَ وَالْمَعْزَةَ، وَكَانَ يَجِبُ أَنْ تُحَرَّمَ كُلُّ الْإِنَاثِ، وَلَكِنَّكُمْ حَرَّمْتُمْ بَعْضَهَا، وَتَرَكْتُمُ الْآخَرَ، وَعَلَى ذَلِكَ لَا يَكُونُ التَّحْرِيمُ بِسَبَبٍ فِي ذَاتِهَا أَوْ مَا اشْتَمَلَتْ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَيِ: الْمَوَالِيدُ ذُكُورًا وَإِنَاثًا فَيَحْرُمُ الْجَمِيعُ، وَلَكِنْ خَصَّصْتُمْ فَلَا يَكُونُ سَبَبُهُ التَّحْرِيمَ لِذَاتِهَا، وَلَا بِسَبَبٍ مِنَ النَّقْلِ، فَبَيِّنُوا مَا اعْتَمَدْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْعِلْمِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ؛ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
[ ص: 2707 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
وَإِنَّهُ بَعْدَ الْبَيَانِ الصَّادِقِ الَّذِي ذُكِرَ أَوَّلًا، يَكُونُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ مِنْ قَبِيلِ التَّهَكُّمِ بِهِمْ; إِذْ لَا دَلِيلَ عِنْدَهُمْ، وَطَلَبُهُ بَعْدَ بُطْلَانِ وُجُودِهِ تَهَكُّمٌ بِهِ أَوْ تَعْجِيزٌ لَهُمْ، وَالْعَجْزُ عَنْ إِقَامَةِ الدَّلِيلِ فِي وَقْتِ الِاحْتِجَاجِ تَسْلِيمٌ بِالْمُدَّعَى بِحُكْمِ الْمَنْطِقِ الْمُسْتَقِيمِ وَالتَّفْكِيرِ الْقَوِيمِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ التَّعْلِيقُ بِـ: (إِنْ) فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمْ لَا صِدْقَ عِنْدِهِمْ وَأَنَّهُمْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى فِيمَا يَدَّعُونَ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143نَبِّئُونِي النَّبَأُ الْخَبَرُ الْعَظِيمُ، وَهَذَا عَظِيمٌ فِي زَعْمِهِمْ.