الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نكف

                                                          نكف : النكف : تنحيتك الدمع عن خديك بإصبعك ؛ قال :


                                                          فبانوا فلولا ما تذكر منهم من الحلف ، لم ينكف لعينيك مدمع



                                                          وفي التهذيب : فماتوا . ونكفت الدمع أنكفه نكفا : إذا نحيته عن خدك بإصبعك . وفي حديث علي - عليه السلام - : جعل يضرب بالمعول حتى عرق جبينه وانتكف العرق عن جبينه أي مسحه ونحاه . وفي حديث حنين : قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف أي لا يحصى ولا يبلغ آخره ، وقيل : لا ينقطع آخره كأنه من نكف الدمع . والنكف : مصدر نكفت الغيث أنكفه نكفا أي أقطعته ، وذلك إذا انقطع عنك ، قال ابن بري : قول الجوهري : أي أقطعته قال كذا في إصلاح المنطق ، وقال : يقال : أقطعت الشيء إذا انقطع عنك . ويقال : هذا غيث لا ينكف ، وهذا غيث ما نكفناه أي ما قطعناه ، قال ابن سيده : وكذلك حكاه ثعلب قطعناه بغير ألف ، وقد نكفناه نكفا . وغيث لا ينكف : لا ينقطع . وقليب لا ينكف : لا ينزح . وهذا غيث لا ينكفه أحد أي لا يعلم أحد أين أقصاه . ورأينا غيثا ما نكفه أحد سار يوما ولا يومين أي ما أقطعه . وفلان بحر لا ينكف أي لا ينزح . التهذيب : وماء لا ينكف ولا ينزح . وقال ابن الأعرابي : نكف البئر ونكشها أي نزحها ، وعنده شجاعة لا تنكف ولا تنكش أي لا تدرك كلها . وفي نوادر الأعراب : تناكف الرجلان الكلام : إذا تعاوراه . ونكف الرجل عن الأمر ، بالكسر ، نكفا واستنكف : أنف وامتنع . وفي التنزيل العزيز : لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون [ ص: 356 ] ورجل نكف : يستنكف منه . الأزهري : سمعت المنذري يقول : سمعت أبا العباس وسئل عن الاستنكاف في قوله تعالى : لن يستنكف المسيح فقال : هو أن يقول لا ، وهو من النكف والوكف . يقال : ما عليه في ذلك الأمر نكف ولا وكف ، فالنكف : أن يقال له سوء . واستنكف ونكف : إذا دفعه وقال : لا ، والمفسرون يقولون الاستنكاف والاستكبار واحد ، والاستكبار : أن يتكبر ويتعظم ، والاستنكاف ما قلنا . وقال الزجاج في ذلك : أي ليس يستنكف الذي يزعمون أنه إله أن يكون عبد الله ولا الملائكة المقربون وهم أكبر من البشر ، قال : ومعنى لن يستنكف أي لن يأنف ، وأصله من نكفت الدمع : إذا نحيته بإصبعك عن خدك ، قال : فتأويل ( لن يستنكف ) لن ينقبض ولن يمتنع من عبودة الله . ويقال : نكفت من ذلك الأمر أنكف نكفا : إذا استنكفت منه . وحكى الجوهري عن الفراء قال : ونكفت ، بالفتح ، لغة . ونكفت عن الشيء أي عدلت ، مثل كنفت . ويقال : ضرب هذا فانتكف فضرب هذا . والانتكاف : مثل الانتكاث ، ومنه قول أبي النجم :


                                                          ما بال قلب راجع انتكافا     بعد التعزي ، اللهو والإيجافا



                                                          ونكف نكفا وانتكف : تبرأ ، وهو نحو الأول . قال ثعلب : وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قولهم سبحان الله فقال : هو الانتكاف ، ثم فسره ثعلب فقال : هو التبرؤ من الأولاد والصواحب ، وفي النهاية : فقال : إنكاف الله من كل سوء أي تنزيهه وتقديسه . يقال : نكفت من الشيء واستنكفت منه أي أنفت منه ، وأنكفته أي نزهته عما يستنكف . اللحياني : النكف ذربة تحت اللغدين ، مثل الغدد . والنكفة : الداغصة . والنكفة والنكفة : ما بين اللحيين والعنق من جانبي الحلقوم من قدم من ظاهر وباطن . وقيل : هي غددة صغيرة ، وفي المحكم : غددة في أصل اللحي بين الرأد وشحمة الأذن وقيل : هو حد اللحي ، وقيل : النكفتان غدتان تكتنفان الحلقوم في أصل اللحي ، وقيل : النكفتان لحمتان مكتنفتا عكدة اللسان من باطن الفم في أصول الأذنين داخلتان بين اللحيين ، وقيل : هما عقدتان ربما سقطتا من وجع الحلق فظهر لهما حجم . ونكف الرجل نكفا : أصابه ذلك ، وقيل : النكفتان العظمان الناتئان عن شحمة الأذنين يكون في الناس وفي الإبل ، وقيل : هما عن يمين العنفقة وشمالها ، وهو الموضع الذي لا ينبت عليه شعر ، وقيل : النكفتان من الإنسان غدتان في الحلق بينهما الحلقوم ، وهما من الفرس طرفا اللحيين الداخلان في أصول الأذنين ، والجمع من ذلك كله : نكف ، بالتحريك . ابن الأعرابي : النكف اللغدان اللذان في الحلق وهما جانبا الحلقوم ؛ وأنشد :


                                                          فطوحت ببضعة والبطن خف     فقذفتها فأبت لا تنقذف
                                                          فخرفتها فتلقاها النكف



                                                          قال : والمنكوف الذي يشتكي نكفته ، وهو أصل اللهزمة . ونكفت الإبل ، فهي منكفة : إذا ظهرت نكفاتها . والنكفتان : اللهزمتان . والنكفة : وجع يأخذ في الأذن . الليث : النفكة لغة في النكفة . والنكاف والنكاث ، على البدل : الغددة ، وقيل : هو داء يأخذ في النكفتين ، وهو أحد الأدواء التي اشتقت من العضو ، وهو مذكور في حرف القاف . وإبل منكفة : أصابها ذلك . والنكاف : ورم يأخذ نكفتي البعير ، قال : وهو داء يأخذها في حلوقها فيقتلها قتلا ذريعا ، والبعير منكوف والناقة منكوفة . والنكف : وجع يأخذ في اليد وقد نكف نكفا . ونكف أثره ينكفه نكفا ، وانتكفه : اعترضه في مكان سهل ، قال الأزهري : وذلك إذا علا ظلفا من الأرض غليظا لا يؤدي الأثر فاعترضه في مكان سهل ؛ وأنشد ابن بري :


                                                          ثم استحث ذرعه استحثاثا     نكفت حيث مثمث المثماثا



                                                          والانتكاف : الميل . وقال بعضهم : انتكفت له فضربته انتكافا أي ملت عليه ؛ وأنشد :


                                                          لما انتكفت له فولى مدبرا     كرنفته بهراوة عجراء



                                                          وينكف : اسم ملك من ملوك حمير . وينكف : موضع . وذات نكيف : موضع . ويوم نكيف : وقعة كانت بين قريش وبين بني كنانة .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية