الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 512 ] حكم من يرمي غيره بالكفر، أو الفسوق، وبأنه عدو لله

وعن ابن عمر مرفوعا: "أيما مسلم قال لأخيه: يا كافر! فقد باء بها أحدهما" متفق عليه.

وفي حديث أبي ذر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يرمي رجل رجلا بالفسوق، ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك" رواه البخاري.

وعنه مرفوعا: "من دعا رجلا بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك، إلا حار عليه" متفق عليه. أي: رجع عليه ما نسب إليه.

وورد في حديث حذيفة مرفوعا: "لا يدخل الجنة قتات" أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية: "نمام". وآفات اللسان كثيرة لا يحصيها هذا المقام.

وقد جمع الحافظ عبد العظيم المنذري - رحمه الله - كتابا في "الترغيب والترهيب" طبع لهذا الزمن في بلدة "دهلي" من بلاد الهند، بعناية بعض الولاة الصلحاء فيه من هذا الجنس كثير طيب.

وإذا انجر الكلام بنا إلى هذا الموضع، رأينا أن نختم هذا الكتاب بخاتمة شارحة لحديث "المشتبهات"؛ فإنه حديث عظيم الفوائد، كثير النفع، أصل كبير من أصول الدين، وعماد رفيع من عمد الإسلام على اليقين.

وكلام أهل العلم في بيان معناه قليل جدا، ولم يوف حقه - فيما علمت - إلا الإمام الشوكاني في "الفتح الرباني"، فلنحرر جوابه على السؤال عن معناه، ولنكتف على ذكر مبناه، وبالله التوفيق، وهو المستعان، وإليه المرجع، وعليه التكلان.

التالي السابق


الخدمات العلمية