الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نمل

                                                          نمل : النمل : معروف ، واحدته نملة ونملة . وقد قرئ به فعلله الفارسي بأن أصل نملة نملة ، ثم وقع التخفيف وغلب ، وقوله - عز وجل - : قالت نملة ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم جاء لفظ ادخلوا في النمل ، وهي لا تعقل كلفظ ما يعقل ؛ لأنه قال قالت ، والقول لا يكون إلا للحي الناطق ، فأجريت مجراه والجمع نمال ، قال الأخطل :


                                                          دبيب نمال في نقا يتهيل



                                                          وأرض نملة : كثيرة النمل . وطعام منمول : أصابه النمل . وذكر الأزهري في ترجمة " نحل " في حديث ابن عباس : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتل النحلة والنملة والصرد والهدهد ، وروي عن إبراهيم الحربي ، قال : إنما نهى عن قتلهن ؛ لأنهن لا يؤذين الناس ، وهي أقل الطيور والدواب ضررا على الناس ، ليس مثل ما يتأذى الناس به من الطيور الغراب وغيره ، قيل له : فالنملة إذا عضت تقتل ؟ قال : النملة لا تعض إنما يعض الذر ، قيل له : إذا عضت الذرة تقتل ؟ قال : إذا آذتك فاقتلها ، قال : والنملة هي التي لها قوائم تكون في البراري والخرابات ، وهذه التي يتأذى الناس بها هي الذر وهي الصغار ، ثم قال : والنمل ثلاثة أصناف : النمل وفازر وعقيفان ، قال : والنمل يسكن البراري والخرابات ولا يؤذي الناس ، والذر يؤذي ، وقيل : أراد بالنهي نوعا خاصا ، وهو الكبار ذوات الأرجل الطوال ، وقال الحربي : النمل ما كان له قوائم فأما الصغار فهو الذر . وروي عن قتادة في قوله تعالى : علمنا منطق الطير قال : النملة من الطير ، وقال أبو خيرة : نملة حمراء يقال لها سليمان يقال لهن الحو ، بالواو ، قال : والذر داخل في النمل ، ويشبه فرند السيف بالذر والنمل . وقال ابن شميل : النمل الذي له ريش ، يقال : نمل ذو ريش والنمل العظام . الفراء : يقال : نمل ثوبك والقطه أي ارفأه . والنملة والنملة والنملة والنميلة كل ذلك : النميمة . ورجل نمل ونامل ومنمل ومنمل ونمال كله : نمام ، وكذلك الإنمال ، قال ابن بري : شاهد النملة قول أبي الورد الجعدي :


                                                          ألا لعن الله التي رزمت به     فقد ولدت ذا نملة وغوائل



                                                          وجمعها نمل وقد نمل ونمل ينمل نملا وأنمل ، قال الكميت :


                                                          ولا أزعج الكلم المحفظا     ت للأقربين ولا أنمل



                                                          وفيه نملة أي كذب . وامرأة منملة ونملى : لا تستقر في مكان ، وفرس نمل كذلك ، وهو أيضا من نعت الغلظ . وفرس نمل القوائم : لا يستقر . وفرس ذو نملة ، بالضم ، أي كثير الحركة . ورجل مؤنمل الأصابع إذا كان غليظ أطرافها في قصر . ورجل نمل أي حاذق . وغلام نمل أي عبث . ونمل في الشجر ينمل نملا إذا صعد فيها ، الفراء : نمل في الشجر ينمل نمولا إذا صعد فيها . والنمل : الرجل الذي لا ينظر إلى شيء إلا عمله . ورجل نمل الأصابع إذا كان كثير العبث بها ، أو كان خفيف الأصابع في العمل . ابن سيده : ورجل نمل خفيف الأصابع لا يرى شيئا إلا عمله . يقال : رجل نمل الأصابع أي خفيفها في العمل . وتنمل القوم : تحركوا ودخل بعضهم في بعض . ونملت يده : خدرت . والنملة ، بالضم : [ ص: 362 ] البقية من الماء تبقى في الحوض ، حكاه كراع في باب النون . والأنملة ، بالفتح : المفصل الأعلى الذي فيه الظفر من الإصبع ، والجمع أنامل وأنملات ، وهي رؤوس الأصابع ، وهو أحد ما كسر وسلم بالتاء ، قال ابن سيده : وإنما قلت هذا ؛ لأنهم قد يستغنون بالتكسير عن جمع السلامة ، وبجمع السلامة عن التكسير ، وربما جمع الشيء بالوجهين جميعا ، كنحو بوان وبون وبونات ، هذا كله قول سيبويه . والنملة : شق في حافر الدابة . والنملة : عيب من عيوب الخيل . التهذيب : والنملة في حافر الدابة شق . أبو عبيدة : النملة شق في الحافر من الأشعر إلى طرف السنبك ، وفي الصحاح : إلى المقط ، قال ابن بري : الأشعر أحاط بالحافر من الشعر ، ومقط الفرس منقطع أضلاعه . والنملة : شيء في الجسد كالقرح وجمعها نمل ، وقيل : النمل والنملة قروح في الجنب وغيره ، ودواؤه أن يرقى بريق ابن المجوسي من أخته ، تقول المجوس ذلك قال :


                                                          ولا عيب فينا غير نسل لمعشر     كرام وأنا لا نخط على النمل



                                                          أي لسنا بمجوس ننكح الأخوات ، قال أبو العباس : وأنشدنا ابن الأعرابي هذا البيت : وأنا لا نحط على النمل ، وفسره : أنا كرام ولا نأتي بيوت النمل في الجدب لنحفر على ما جمع لنأكله ، وقيل : النملة بثر يخرج بجسد الإنسان . الجوهري : النمل بثور صغار مع ورم يسير ثم يتقرح فيسعى ويتسع ويسميها الأطباء الذباب ، وتقول المجوس : إن ولد الرجل إذا كان من أخته ثم خط على النملة شفي صاحبها . وفي الحديث : لا رقية إلا في ثلاث : النملة والحمة والنفس . النملة : قروح تخرج في الجنب . وقال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال للشفاء : علمي حفصة رقية النملة . قال ابن الأثير : شيء كانت تستعمله النساء يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع ، ورقية النملة التي كانت تعرف بينهن أن يقال : العروس تحتفل ، وتختضب وتكتحل ، وكل شيء تفتعل غير أن لا تعصي الرجل ، قال : ويروى عوض تحتفل تنتعل ، وعوض تختضب تقتال ، فأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا المقال تأنيب حفصة ؛ لأنه ألقى إليها سرا فأفشته . وكتاب منمل : مكتوب ، هذلية . ابن سيده : وكتاب منمل متقارب الخط ، قال أبو العيال الهذلي :


                                                          والمرء عمرا فأته بنصيحة     مني يلوح بها كتاب منمل



                                                          ومنمل : كمنمل . ونملى : موضع . والنأملة : مشية المقيد ، وهو ينأمل في قيده نأملة ، وقول الشاعر :


                                                          فإني ولا كفران لله آية     لنفسي ، لقد طالبت غير منمل



                                                          قال أبو نصر : أراد غير مذعور ، وقال : غير مرهق ولا معجل عما أريد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية