الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نهد

                                                          نهد : نهد الثدي ينهد ، بالضم ، نهودا : إذا كعب وانتبر وأشرف . ونهدت المرأة تنهد وتنهد ، وهي ناهد وناهدة ، ونهدت ، وهي منهد ، كلاهما : نهد ثديها . قال أبو عبيد : إذا نهد ثدي الجارية قيل : هي ناهد ، والثدي الفوالك دون النواهد . وفي حديث هوازن : ولا ثديها بناهد أي مرتفع . يقال : نهد الثدي : إذا ارتفع عن الصدر وصار له حجم . وفرس نهد : جسيم مشرف . تقول منه : نهد الفرس ، بالضم ، نهودة ، وقيل : كثير اللحم حسن الجسم مع ارتفاع ، وكذلك منكب نهد ، وقيل : كل مرتفع نهد ، الليث : النهد في نعت الخيل الجسيم المشرف . يقال : فرس نهد القذال نهد القصيرى ، وفي حديث ابن الأعرابي :

                                                          يا خير من يمشي بنعس فرد ، وهبه لنهدة ونهد

                                                          النهد : الفرس الضخم القوي ، والأنثى نهدة . وأنهد الحوض ، والإناء : ملأه حتى يفيض أو قارب ملأه ، وهو حوض نهدان . وإناء نهدان وقصعة نهدى ونهدانة : الذي قد علا وأشرف ، وحفان : قد بلغ حفافيه . أبو عبيد قال : إذا قاربت الدلو الملء فهو نهدها ، يقال : نهدت الملء ، قال : فإذا كانت دون ملئها قيل : غرضت في الدلو ؛ وأنشد :

                                                          لا تملأ الدلو وغرض فيها ، فإن دون ملئها يكفيها

                                                          وكذلك عرقت . وقال : وضخت وأوضخت : إذا جعلت في أسفلها مويهة . الصحاح : أنهدت الحوض : ملأته ، وهو حوض نهدان وقدح نهدان : إذا امتلأ ولم يفض بعد . وحكى ابن الأعرابي : ناقة تنهد الإناء أي تملؤه . ونهد ينهد نهدا كلاهما شخص ، ونهد وأنهدته أنا . ونهد إليه : قام ؛ عن ثعلب . والمناهدة في الحرب : المناهضة ، وفي المحكم : المناهدة في الحرب أن ينهد بعض إلى بعض ، وهو في معنى نهض إلا أن النهوض قيام غير قعود ، والنهود نهوض على كل حال . ونهد إلى العدو ينهد ، بالفتح : نهض . أبو عبيد : نهد القوم لعدوهم : إذا صمدوا له وشرعوا في قتاله . وفي الحديث : أنه كان ينهد إلى عدوه حين تزول الشمس أي ينهض . وفي حديث ابن عمر : أنه دخل المسجد الحرام فنهد له الناس يسألونه ، أي نهضوا . والنهد : العون . وطرح نهده مع القوم : أعانهم وخارجهم . وقد تناهدوا أي تخارجوا ، يكون ذلك في الطعام والشراب ، وقيل : النهد إخراج القوم نفقاتهم على قدر عدد الرفقة . والتناهد : إخراج كل واحد من الرفقة نفقة على قدر نفقة صاحبه . يقال : تناهدوا وناهدوا وناهد بعضهم بعضا . والمخرج يقال له : النهد ، بالكسر . قال : والعرب تقول : هات نهدك ، مكسورة النون . قال : وحكى عمرو بن عبيد عن الحسن أنه قال : أخرجوا نهدكم فإنه أعظم للبركة وأحسن لأخلاقكم وأطيب لنفوسكم ، قال ابن الأثير : النهد ، بالكسر ، ما يخرجه الرفقة عند المناهدة إلى العدو وهو أن يقسموا نفقتهم بينهم بالسوية حتى لا يتغابنوا ولا يكون لأحدهم على الآخر فضل ومنة . وتناهد القوم الشيء : تناولوه بينهم . والنهداء من الرمل ممدود : وهي كالرابية المتلبدة كريمة تنبت الشجر ، ولا ينعت الذكر على أنهد . والنهداء : الرملة المشرفة . والنهد والنهيد والنهيدة كله : الزبدة العظيمة ، وبعضهم يسميها إذا كانت ضخمة نهدة فإذا كانت صغيرة فهدة ، وقيل : النهيدة أن يغلى لباب الهبيد وهو حب الحنظل ، فإذا بلغ إناه من النضج والكثافة ذر عليه قميحة من دقيق ثم أكل ، وقيل : النهيد ، بغير هاء ، الزبد الذي لم يتم روب لبنه ثم أكل . قال أبو حاتم : النهيدة من الزبد زبد اللبن الذي لم يرب ولم يدرك ، فيمخض اللبن فتكون زبدته قليلة حلوة . ورجل نهد : كريم ينهض إلى معالي الأمور . والمناهدة : المساهمة بالأصابع . وزبد نهيد : إذا لم يكن رقيقا ، قال جرير يهجو عمرو بن لجأ التيمي :

                                                          أرخف زبد أيسر أم نهيد

                                                          وأول القصيدة :


                                                          يذم النازلون رفاد تيم إذا ما الماء أيبسه الجليد



                                                          وكعثب نهد : إذا كان ناتئا مرتفعا . وإن كان لاصقا فهو هيدب [ ص: 367 ] وأنشد الفراء :


                                                          أريت إن أعطيت نهدا كعثبا     أذاك أم أعطيت هيدا هيدبا



                                                          وفي الحديث ؛ حديث دار الندوة وإبليس : فأخذ من كل قبيلة شابا نهدا أي قويا ضخما . ونهد : قبيلة من قبائل اليمن . ونهدان ونهيد ومناهد : أسماء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية