الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نهش

                                                          نهش : نهش ينهش وينهش نهشا : تناول الشيء بفمه ليعضه فيؤثر فيه ولا يجرحه ، وكذلك نهش الحية ، والفعل كالفعل . الليث : النهش دون النهس وهو تناول بالفم إلا أن النهش تناول من بعيد كنهش الحية والنهس القبض على اللحم ونتفه . قال أبو العباس : النهش بإطباق الأسنان والنهس بالأسنان والأضراس . ونهشته الحية : لسعته . الأصمعي : نهشته الحية ونهسته إذا عضته ، وقال أبو عمرو في قول أبي ذؤيب :


                                                          ينهشنه ويذودهن ويحتمي



                                                          ينهشنه : يعضضنه ، قال : والنهش قريب من النهس ، وقال رؤبة :


                                                          كم من خليل وأخ منهوش     منتعش بفضلكم منعوش



                                                          قال : المنهوش الهزيل . ويقال : إنه لمنهوش الفخذين ، وقد نهش نهشا . وسئل ابن الأعرابي عن قول علي - عليه السلام - : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - منهوش القدمين فقال : كان معرق القدمين . ورجل منهوش أي مجهود مهزول . وفي الحديث : وانتهشت أعضادنا أي هزلت . والنهش : النهس ، وهو أخذ اللحم بمقدم الأسنان ، قال الكميت :


                                                          وغادرنا على حجر بن     عمرو قشاعم ينتهشن وينتقينا



                                                          يروى بالشين والسين جميعا . ونهش السبع : تناوله الطائفة من الدابة . ونهشه نهشا : أخذه بلسانه . والمنهوش من الرجال : القليل اللحم وإن سمن ، وقيل : هو القليل اللحم الخفيف ، وكذلك النهش . والنهش والنهيش والنهش : قلة لحم الفخذين . وفلان نهش اليدين أي خفيف اليدين في المر قليل اللحم عليهما . ودابة نهش اليدين أي خفيف ، كأنه أخذ من نهش الحية ، قال الراعي يصف ذئبا :


                                                          متوضح الأقراب ، فيه شكلة     نهش اليدين تخاله مشكولا



                                                          وقوله تخاله مشكولا أي لا يستقيم في عدوه كأنه قد شكل بشكال ، قال ابن بري : صواب إنشاد هذا البيت : نهش اليدين بنصب الشين ؛ لأنه صفة ذئب وهو منصوب بما قبله :

                                                          وقع الربيع وقد تقارب خطوه ، ورأى بعقوته أزل نسولا

                                                          وعقوته : ساحته . والأزل : الذئب الأرسح . والأرسح : ضد الأسته . والنسول : من النسلان وهو ضرب من العدو ، وقال أبو ذؤيب :


                                                          يعدو به نهش المشاش     كأنه صدع سليم رجعه لا يظلع

                                                          ابن الأعرابي : قد نهشه الدهر فاحتاج . ابن شميل : نهشت عضده أي دقت . والمنهوش من الأحراح : القليل اللحم . وفي الحديث : من اكتسب مالا من نهاوش كأنه نهش من هنا وهنا ؛ عن ابن الأعرابي ولم يفسر نهش ، قال ابن سيده : ولكنه عندي أخذ . وقال ثعلب : كأنه أخذه من أفواه الحيات وهو أن يكتسبه من غير حله ، قال ابن الأثير : هكذا جاء في رواية بالنون وهي المظالم من قوله نهشه : إذا جهده فهو منهوش ، ويجوز أن يكون من الهوش الخلط ، قال : [ ص: 370 ] ويقضى بزيادة النون ويكون نظير قولهم تباذير وتخاريب من التبذير والخراب . والمنتهشة من النساء : التي تخمش وجهها عند المصيبة ، والنهش له : أن تأخذ لحمه بأظفارها . وفي الحديث : أن رسول الله لعن المنتهشة والحالقة . ومن هذا قيل : نهشته الكلاب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية