الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قال الأخفش : فوسوس لهما [20] أي إليهما ما ووري ويجوز في غير القرآن أوري، مثل (أقتت) إلا أن تكونا ملكين خبر تكونا، و(أن) في موضع نصب بمعنى: كراهة، والكوفيون يقولون: لئلا، وقرأ يحيى بن أبي كثير والضحاك : (إلا أن تكونا ملكين) بكسر اللام، ويجوز على هذه القراءة إسكانها، ولا يجوز على القراءة الأولى لخفة الفتحة.

                                                                                                                                                                                                                                        وزعم أبو عبيد أن احتجاج يحيى بن أبي كثير بقوله: (وملك لا يبلى) حجة بينة، ولكن الناس على تركها، فلهذا تركناها.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : (إلا أن تكونا ملكين) قراءة شاذة، وقد أنكر على أبي عبيد هذا الكلام، وجعل من الخطأ الفاحش، وهل يجوز أن يتوهم آدم - صلى الله عليه وسلم - أنه يصل إلى أكثر من ملك الجنة وهي غاية الطالبين؟! وإنما معنى وملك لا يبلى المقام في ملك الجنة والخلود فيه.

                                                                                                                                                                                                                                        وقد بين الله - جل وعز - فضل الملائكة على جميع الخلق في غير موضع من القرآن، فمنها هذا وهو (إلا أن يكونا ملكين) ومنها: ولا أقول لكم إني ملك ومنه: ولا الملائكة المقربون

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الحسن: فضل الله - عز وجل - [ ص: 119 ] الملائكة بالصور والأجنحة والكرامة.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال غيره: فضلهم الله - جل وعز - بالطاعة وترك المعصية، فبهذا يقع التفضيل في كل شيء.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية