الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة : قوله تعالى : { أو ينفوا من الأرض } فيه أربعة أقوال :

                                                                                                                                                                                                              الأول : يسجن ; قاله أبو حنيفة ، وأهل الكوفة ، وهو مشهور مذهب مالك في غير بلد الجناية .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : ينفى إلى بلد الشرك ; قاله أنس ، والشافعي ، والزهري ، وقتادة ، وغيرهم .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : يخرجون من مدينة إلى مدينة أبدا ; قاله ابن جبير وعمر بن عبد العزيز .

                                                                                                                                                                                                              الرابع : يطلبون بالحدود أبدا فيهربون منها ; قاله ابن عباس ، والزهري ، وقتادة ، ومالك .

                                                                                                                                                                                                              والحق أن يسجن ، فيكون السجن له نفيا من الأرض ، وأما نفيه إلى بلد الشرك فعون له على الفتك . وأما نفيه من بلد إلى بلد فشغل لا يدان به لأحد ، وربما فر فقطع الطريق ثانية . وأما قول من قال : يطلب أبدا وهو يهرب من الحد فليس بشيء ; فإن هذا ليس بجزاء ، وإنما هو محاولة طلب الجزاء .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية