الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نوه

                                                          نوه : ناه الشيء ينوه : ارتفع وعلا ، عن ابن جني ، فهو نائه . ونهت بالشيء نوها ونوهت به ونوهته تنويها : رفعته . ونوهت باسمه : رفعت ذكره . وناه النبات : ارتفع . وناهت الهامة نوها : رفعت رأسها ثم صرخت ، وهام نوه ، قال رؤبة :


                                                          على إكام النائحات النوه



                                                          وإذا رفعت الصوت فدعوت إنسانا قلت : نوهت . وفي حديث عمر : أنا أول من نوه بالعرب . يقال : نوه فلان باسمه ، ونوه فلان بفلان إذا رفعه وطير به وقواه ، ومنه قول أبي نخيلة لمسلمة :


                                                          ونوهت لي ذكري وما كان خاملا     ولكن بعض الذكر أنبه من بعض



                                                          وفي حديث الزبير : أنه نوه به علي أي شهره وعرفه . والنواهة : النواحة ، إما أن تكون من الإشادة وإما أن تكون من قولهم ناهت الهامة . ونوه باسمه : دعاه . ونوه به دعاه ، وقوله أنشده ابن الأعرابي :


                                                          إذا دعاها الربع الملهوف     نوه منها الزاجلات الجوف



                                                          فسره فقال : نوه منها أي أجبنه بالحنين . والنوهة : الأكلة في اليوم والليلة ، وهي كالوجبة . وناهت نفسي عن الشيء تنوه وتناه نوها : انتهت ، وقيل : نهت عن الشيء أبيته وتركته . ومن كلامهم : إذا أكلنا التمر وشربنا الماء ناهت أنفسنا عن اللحم أي أبته فتركته ، رواه ابن الأعرابي وقال : التمر واللبن تنوه النفس عنهما أي تقوى عليهما . وناهت نفسي أي قويت . الفراء : أعطني ما ينوهني أي يسد خصاصتي . وإنها لتأكل ما لا ينوهها أي لا ينجع فيها . ابن شميل : ناه البقل الدواب ينوهها أي مجدها ، وهو دون الشبع ، وليس النوه إلا في أول النبت ، فأما المجد ففي كل نبت ، وقوله :


                                                          ينهون عن أكل وعن شرب



                                                          هو مثله ، إنما أراد ينوهون فقلب ، وإلا فلا يجوز . قال الأزهري : كأنه جعل ناهت أنفسنا تنوه مقلوبا عن نهت . قال ابن الأنباري : معنى ينهون أي يشربون فينتهون ويكتفون ، قال : وهو الصواب . والنوهة : قوة البدن .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية