الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          نير

                                                          نير : النير : القصب والخيوط إذا اجتمعت . والنير : العلم ، وفي الصحاح : علم الثوب ولحمته أيضا . ابن سيده : نير الثوب علمه والجمع أنيار . ونرت الثوب أنيره نيرا وأنرته ونيرته إذا جعلت له علما . الجوهري : أنرت الثوب وهنرت مثل أرقت وهرقت ، قال الزفيان :


                                                          ومنهل طام عليه الغلفق ينير أو يسدي به الخدرنق



                                                          قال بعض الأغفال :


                                                          تقسم استيا لها بنير     وتضرب الناقوس وسط الدير



                                                          قال : ويجوز أن يكون أراد بنير فغير للضرورة . قال : وعسى أن يكون النير لغة في النير . ونيرته وأنرته هنرته أهنيره إهنارة ، وهو مهنار على البدل ، حكى الفعل والمصدر اللحياني عن الكسائي : جعلت له نيرا . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أنه كره النير ، وهو العلم في الثوب . يقال : نرت الثوب وأنرته ونيرته إذا جعلت له علما . وروي عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال : لولا أن عمر نهى عن النير لم نر بالعلم بأسا ولكنه نهى عن النير ، والاسم النيرة وهي الخيوطة والقصبة إذا اجتمعتا ، فإذا تفرقتا سميت الخيوطة خيوطة ، والقصبة قصبة ، وإن كانت عصا فعصا ، وعلم الثوب نير والجمع أنيار . ونيرت الثوب تنييرا ، والاسم النير ويقال للحمة الثوب نير . ابن الأعرابي : يقال للرجل نرنر إذا أمرته بعمل علم للمنديل . وثوب منير : منسوج على نيرين ، عن اللحياني . ونير الثوب : هدبه ، عن ابن كيسان وأنشد بيت امرئ القيس :


                                                          فقمت بها تمشي تجر وراءنا     على أثرينا نير مرط مرجل



                                                          والنيرة أيضا : من أدوات النساج ينسج بها ، وهي الخشبة المعترضة . [ ص: 398 ] ويقال للرجل : ما أنت بستاة ولا لحمة ولا نيرة ، يضرب لمن لا يضر ولا ينفع ، قال الكميت :


                                                          فما تأتوا يكن حسنا جميلا     وما تسدوا لمكرمة تنيروا



                                                          يقول : إذا فعلتم فعلا أبرمتموه ، وقول الشاعر أنشده ابن بزرج :


                                                          ألم تسأل الأحلاف كيف تبدلوا     بأمر أناروه جميعا وألحموا ؟



                                                          قال : يقال : نائر وناروه ومنير وأناروه ، ويقال : لست في هذا الأمر بمنير ولا ملجم ، قال : والطرة من الطريق تسمى النير تشبيها بنير الثوب ، وهو العلم في الحاشية ، وأنشد بعضهم في صفة طريق :


                                                          على ظهر ذي نيرين أما جنابه     فوعث وأما ظهره فموعس



                                                          وجنابه : ما قرب منه فهو وعث يشتد فيه المشي ، وأما ظهر الطريق الموطوء فهو متين لا يشتد على الماشي فيه المشي ، وقول الشاعر أنشده ابن الأعرابي :


                                                          ألا هل تبلغنيها على الليان والضنه


                                                          فلاة ذات نيرين بمرو سمحها رنه


                                                          تخال بها إذا غضيت حماة فأصبحت كنه



                                                          يقال : ناقة ذات نيرين : إذا حملت شحما على شحم كان قبل ذلك ، وأصل هذا من قولهم ثوب ذو نيرين : إذا نسج على خيطين ، وهو الذي يقال له ديابوذ وهو بالفارسية " دوباف " ، ويقال له في النسج : المتاءمة ، وهو أن ينار خيطان معا ويوضع على الحفة خيطان ، وأما ما نير خيطا واحدا فهو السحل ، فإذا كان خيط أبيض وخيط أسود فهو المقاناة ، وإذا نسج على نيرين كان أصفق وأبقى . ورجل ذو نيرين أي قوته وشدته ضعف شدة صاحبه . وناقة ذات نيرين : إذا أسنت وفيها بقية ، وربما استعمل في المرأة . والنير : الخشبة التي تكون على عنق الثور بأداتها ؛ قال :


                                                          دنانيرنا من نير ثور ولم تكن     من الذهب المضروب عند القساطر



                                                          ويروى من التابل المضروب ، جعل الذهب تابلا على التشبيه ، والجمع أنيار ونيران ، شآمية . التهذيب : يقال للخشبة المعترضة على عنقي الثورين المقرونين للحراثة نير ، وهو نير الفدان ، ويقال للحرب الشديدة : ذات نيرين ، وقال الطرماح :


                                                          عدا عن سليمى أنني كل شارق     أهز لحرب ذات نيرين ألتي



                                                          ونير الطريق : ما يتضح منه . قال ابن سيده : ونير الطريق أخدود فيه واضح . والنائر : الملقي بين الناس الشرور . والنائرة : الحقد والعداوة . وقال الليث : النائرة : الكائنة تقع بين القوم . وقال غيره : بينهم نائرة أي عداوة . الجوهري : والنير جبل لبني غاضرة ، وأنشد الأصمعي :


                                                          أقبلن من نير ومن سواج     بالقوم قد ملوا من الإدلاج



                                                          وأبو بردة بن نيار : رجل من قضاعة من الصحابة واسمه هانئ .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية