الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين

                                                                                                                                                                                                                                      قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر ; أي : قل تقريرا لهم بانحطاط شركائهم عن رتبة الإلهية : من ينجيكم من شدائدهما الهائلة التي تبطل الحواس ، وتدهش العقول ، ولذلك استعير لها الظلمات المبطلة لحاسة البصر ، يقال لليوم الشديد : يوم مظلم ، ويوم ذو كواكب ، أو من الخسف في البر ، والغرق في البحر ، وقرئ : ( ينجيكم ) من الإنجاء ، والمعنى واحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : تدعونه نصب على الحالية من مفعول ينجيكم ، والضمير لمن ; أي : من ينجيكم منها حال كونكم داعين له ، أو من فاعله ; أي : من ينجيكم منها حال كونه مدعوا من جهتكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : تضرعا وخفية إما حال من فاعل تدعونه ، أو مصدر مؤكد له ; أي : تدعونه متضرعين جهارا ومسرين ، أو تدعونه دعاء إعلان وإخفاء ، وقرئ : ( خفية ) بكسر الخاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : لئن أنجيتنا حال من الفاعل أيضا على تقدير القول ; أي : تدعونه قائلين : لئن أنجيتنا .

                                                                                                                                                                                                                                      من هذه الشدة والورطة التي عبر عنها بالظلمات .

                                                                                                                                                                                                                                      لنكونن من الشاكرين ; أي : الراسخين في الشكر ، المداومين عليه لأجل هذه النعمة ، أو جميع النعماء التي من جملتها هذه ، وقرئ : ( لئن أنجانا ) مراعاة لقوله تعالى : " تدعونه " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية