الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب قوله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا

                                                                                                                                                                                                        4441 حدثني إسماعيل بن أبان حدثنا أبو الأحوص عن آدم بن علي قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : باب قوله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا روى النسائي بإسناد صحيح من حديث حذيفة قال : يجتمع الناس في صعيد واحد ، فأول مدعو محمد فيقول : لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، والشر ليس إليك ; المهدي من هديت ، عبدك وابن عبديك ، وبك وإليك ، ولا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك ، تباركت وتعاليت فهذا قوله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وصححه الحاكم ، ولا منافاة بينه وبين حديث ابن عمر في الباب لأن هذا الكلام كأنه مقدمة الشفاعة . وروى ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي هلال أنه بلغه أن المقام المحمود الذي ذكره الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يكون يوم القيامة بين الجبار وبين جبريل ، فيغبطه [ ص: 252 ] لمقامه ذلك أهل الجمع . ورجاله ثقات ، لكنه مرسل ومن طريق علي بن الحسين بن علي : أخبرني رجل من أهل العلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : تمد الأرض مد الأديم الحديث وفيه ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول : أي رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض . قال : فذلك المقام المحمود ورجاله ثقات وهو صحيح إن كان الرجل صحابيا . وقد تقدم في كتاب الزكاة أن المراد بالمقام المحمود أخذه بحلقة باب الجنة ، وقيل إعطاؤه لواء الحمد ، وقيل جلوسه على العرش أخرجه عبد بن حميد وغيره عن مجاهد ، وقيل شفاعته رابع أربعة ، وسيأتي بيانه في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا أبو الأحوص ) بمهملتين هو سلام بن سليم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن آدم بن علي ) هو العجلي بصري ثقة ، وليس له في البخاري إلا هـذا الحديث ، وقد تقدم في الزكاة من وجه آخر عن ابن عمر ، وفيه تسمية بعض من أبهم هنا بقوله : " حدثنا فلان " وقوله : " جثى " بضم أوله والتنوين جمع جثوة كخطوة وخطى ، وحكى ابن الأثير أنه روي " جثي " بكسر المثلثة وتشديد التحتانية جمع جاث وهو الذي يجلس على ركبته ، وقال ابن الجوزي عن ابن الخشاب : إنما هو " جثى " بفتح المثلثة وتشديدها جمع جاث مثل غاز وغزى .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ) زاد في الرواية المعلقة في الزكاة فيشفع ليقضى بين الخلق ، ويأتي شرح حديث الشفاعة مستوفى في كتاب الرقاق إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية