الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
روى nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع في ( كتابه ) عن nindex.php?page=showalam&ids=16980محمد بن طلحة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15617جامع بن شداد ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد - وكانت له صحبة - أنه كان يؤذن في العسكر ، وكان يأمر غلامه في أذانه بالحاجة .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14358الربيع بن صبيح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، قال : لا بأس أن يتكلم في أذانه بالحاجة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة من طرق [ عن ] nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، أنه لا بأس أن يتكلم في أذانه بالحاجة ، وإقامته .
واختلف العلماء في nindex.php?page=treesubj&link=32789الكلام في الأذان والإقامة على ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه لا بأس به فيهما ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=13760والأوزاعي .
وعلى هذا ، فلو تكلم لمصلحة ، كرد السلام وتشميت العاطس ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري وبعض أصحابنا : لا يكره .
والمنصوص عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في رواية علي بن سعد أنه يكره ، وهو قول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبي حنيفة .
[ ص: 491 ] وقال أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا يكره ، وتركه أولى .
وكذلك الكلام لمصلحة ، فإن كان لغير مصلحة كره .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق : إن كان لمصلحة غير دنيوية كرد السلام والأمر بالمعروف فلا يكره ، وإلا كره ، وعليه حمل ما فعله nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد .
ووافق nindex.php?page=showalam&ids=12998ابن بطة من أصحابنا قول nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق ، إن كان لمصلحة .
ورخص في الكلام في الأذان nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء nindex.php?page=showalam&ids=16561وعروة .
والقول الثالث : يكره في الإقامة دون الأذان ، وهو المشهور عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، والذي نقله عنه عامة أصحابه ، واستدل بفعل nindex.php?page=showalam&ids=123سليمان بن صرد .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي : يرد السلام في الأذان ، ولم يرده في الإقامة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري : إذا تكلم في إقامته يعيد .
والفرق بينهما : أن مبنى الإقامة على الحدر والإسراع ، فالكلام ينافي ذلك . ومتى كان الكلام يسيرا بنى عليه ما مضى من الأذان والإقامة عند جمهور العلماء ، إلا ما سبق عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري في الإقامة . وروي عنه مثله في الأذان - أيضا .
ووافقه بعض أصحابنا في الكلام المحرم ، خاصة الأذان والإقامة .
وإن طال الكلام بطل ما مضى ، ووجب عليه الاستئناف عند الأكثرين ؛ لأنه يخل بالموالاة في الأذان ، ولا يحصل به الإعلام ؛ لأنه يظن متلاعبا .
nindex.php?page=showalam&ids=13790وللشافعي قولان في ذلك .
وحاصل الأمر : أن الكلام في الأذان شبيه بكلام الخاطب في خطبته .
والمشهور عن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : أنه لا يكره الكلام للخاطب ، وإنما الكراهة للسامع .
[ ص: 492 ] وذهب كثير من العلماء إلى التسوية بينهما .
وأما ما حكاه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن من nindex.php?page=treesubj&link=32789الضحك في الأذان والإقامة ، فمراده : أن الضحك في الأذان والإقامة لا يبطلهما ، كما يبطل الصلاة ، ولا بأس بالأذان والإقامة وإن وقع في أثنائهما ضحك ، غلب عليه صاحبه ، ولم يرد أنه لا بأس أن يتعمد المؤذن الضحك في أذانه وإقامته ؛ فإن ذلك غفلة عظيمة منه عن تدبر ما هو فيه من ذكر الله ، وقد كان حال nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن على غير ذلك من شدة تعظيم ذكر الله في الأذان وغيره والخشوع عند سماعه .
وقد روى nindex.php?page=showalam&ids=12455ابن أبي الدنيا في " كتاب الرقة والبكاء " بإسناده ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17292يحيى البكاء ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، قال : إذا أذن المؤذن لم تبق دابة بر ولا بحر إلا أصغت واستمعت . قال : ثم بكى nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن بكاء شديدا .
وبإسناده ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12107أبي عمران الجوني : أنه كان إذا سمع الأذان تغير لونه ، وفاضت عيناه .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=11946أبي بكر النهشلي نحوه - أيضا - وأنه سئل عن ذلك ، فقال : أشبهه بالصريخ يوم العرض ، ثم غشي عليه .
وحكي مثل ذلك عن غيره من الصالحين - أيضا .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=14919الفضيل بن عياض : أنه كان في المسجد ، فأذن المؤذن ، فبكى حتى بل الحصى ، ثم قال : شبهته بالنداء ، ثم بكى .
ولكن إذا غلب الضحك على المؤذن في أذانه بسبب عرض له لم يلم على ذلك ، ولم يبطل أذانه .
[ ص: 493 ] وقد روي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، أنه كان يوما على المنبر ، فضحك ضحكا ما رئي ضحك أكثر منه ، حتى بدت نواجذه ، ثم قال : ذكرت قول أبي طالب لما ظهر علينا ، وإنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نصلي معه ببطن نخلة ، فقال : ماذا تصنعان يا ابن أخي ؟ فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام ، فقال : ما بالذي تصنعان بأس ، ولكن والله لا تعلوني استي أبدا ، فضحك تعجبا لقول أبيه .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد بإسناد فيه ضعف .