الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل

                                                                                                                                                                                                                                      وكذب به ; أي : بالعذاب الموعود ، أو القرآن المجيد الناطق بمجيئه .

                                                                                                                                                                                                                                      قومك ; أي : المعاندون منهم ، ولعل إيرادهم بهذا العنوان للإيذان بكمال سوء حالهم ، فإن تكذيبهم بذلك مع كونهم من قومه صلى الله عليه وسلم ، مما يقضي بغاية عتوهم ومكابرتهم ، وتقديم الجار والمجرور على الفاعل ، لما مر مرارا من إظهار الاهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : وهو الحق حال من الضمير المجرور ; أي : كذبوا به ، والحال أنه الواقع لا محالة ، أو أنه الكتاب الصادق في كل ما نطق به . وقيل : هو استئناف ، وأيا ما كان ففيه دلالة على عظم جنايتهم ونهاية قبحها .

                                                                                                                                                                                                                                      قل لهم منبها على ما يئول إليه أمرهم ، وعلى أنك قد أديت ما عليك من وظائف الرسالة .

                                                                                                                                                                                                                                      لست عليكم بوكيل بحفيظ ، وكل إلي أمركم ، لأمنعكم من التكذيب وأجبركم على التصديق ، إنما أنا منذر ، وقد خرجت عن العهدة ، حيث أخبرتكم بما سترونه . [ ص: 147 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية