الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع قليل ولهم عذاب أليم ، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أن الذين يفترون عليه الكذب - أي يختلقونه عليه - كدعواهم أنه حرم هذا وهو لم يحرمه ، ودعواهم له الشركاء والأولاد - لا يفلحون ; لأنهم في الدنيا لا ينالون إلا متاعا قليلا لا أهمية له ، وفي الآخرة يعذبون العذاب العظيم ، الشديد المؤلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأوضح هذا المعنى في مواضع أخر ; كقوله في يونس : قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون [ 10 \ 69 - 70 ] ، وقوله : نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ [ 31 \ 24 ] ، وقوله : قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير [ 2 \ 126 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله متاع قليل ، خبر مبتدأ محذوف ، أي : متاعهم في الدنيا متاع قليل . وقال الزمخشري : منفعتهم في الدنيا متاع قليل . وقوله لا يفلحون ، أي : لا ينالون الفلاح ، وهو يطلق على معنيين : أحدهما : الفوز بالمطلوب الأكبر ، والثاني : البقاء السرمدي ; كما تقدم بشواهده .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية