الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5130 [ ص: 221 ] 43 - باب: العجوة

                                                                                                                                                                                                                              5445 - حدثنا جمعة بن عبد الله، حدثنا مروان، أخبرنا هاشم بن هاشم أخبرنا عامر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر". [انظر: 5768، 5769، 5779 - مسلم: 2047 - فتح:9 \ 569].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              حدثنا جمعة بن عبد الله، ثنا مروان، أنا هاشم بن هاشم أنا عامر بن سعد، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر".

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث يأتي في باب الطب أيضا ، وأخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وعند الحاكم وقال: صحيح الإسناد من البرني . وللدارمي: "لم يضره شيء ذلك اليوم حتى يمسي".

                                                                                                                                                                                                                              قيل: جمعة هذا لقب، واسمه يحيى بن زياد بن عبد الله بن شداد أبو بكر السلمي البلخي. انفرد به البخاري عن الخمسة، مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين في جمادى الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                              وهاشم: هو هاشم بن هاشم قال أبو السرع: ابن عتبة بن أبي وقاص الزهري، قال مكي: سمعت منه سنة أربع، وفي رواية سنة سبع وأربعين ومائة، اتفقا عليه .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 222 ] ولابن بطال: كانت عائشة تجعل ذلك سبع غدوات على الريق إذا وصفته كدواء . وللدارمي في كتاب "الأطعمة": عن يحيى الحماني: ثنا سليمان بن بلال، عن شريك بن عبد الله، عن ابن أبي عتيق، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "في عجوة العالية شفاء أو ترياق أول البكر على الريق" .

                                                                                                                                                                                                                              وعن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد وأبي هريرة رفعاه: "العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم" . وعن مشمعل بن إياس، حدثني عمرو بن سليم، حدثني رافع بن عمرو المزني مرفوعا: "العجوة والصخرة من الجنة" .

                                                                                                                                                                                                                              قال الخطابي: كونها عوذة من السحر والسم، إنما هو من طريق التبرك بدعوة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبقت فيها، لا لأن من طبع التمر أن يصنع شيئا من ذلك ، والعجوة من أجود تمر المدينة، ويسمونه: لينة. قال في "الصحاح" .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 223 ] وقيل: هي أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل ليس بأجوده. وقال الداودي: من وسط التمر. ولابن التين: قيل: أن العجوة مما عرس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها، واختصاص هذه وغيرها من الأمور بالسبع والثلاث كثير.

                                                                                                                                                                                                                              ولابن عدي: من حديث الطفاوي (خ د ت س) عن هشام، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - مرفوعا: "يمنع من الجذام أن تأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة كل يوم يفعل ذلك سبعة أيام". ثم قال: لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير الطفاوي وله غرائب وإفرادات، وكلها يحتمل، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما .

                                                                                                                                                                                                                              قلت: قد قال ابن معين فيه: صالح، وقال أبو حاتم: صدوق . ومعنى تصبح، أي: أكلها صباحا، قبل أن يطعم شيئا. والسم: سينه مثلثة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية