الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 502 ] 12 - باب الأذان بعد الفجر

                                فيه ثلاثة أحاديث :

                                الحديث الأول :

                                593 618 - ثنا عبد الله بن يوسف : أبنا مالك ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، قال : أخبرتني حفصة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اعتكف المؤذن للصبح ، وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة .

                                التالي السابق


                                كذا في هذه الرواية : ( إذا اعتكف المؤذن للصبح ) ، ولعل المراد باعتكافه للصبح جلوسه للصبح ينتظر طلوع الفجر ، وحبسه نفسه لذلك .

                                ويدل على هذا المعنى : ما خرجه أبو داود من طريق ابن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن امرأة من بني النجار ، قالت : كان بيتي من أطول بيت حول المسجد ، فكان بلال يؤذن عليه الفجر ، فيأتي بسحر ، فيجلس على البيت ينظر إلى الفجر ، فإذا رآه تمطى ، ثم قال : اللهم ، إني أحمدك وأستعينك على قريش أن يقيموا دينك ، ثم يؤذن . قالت : ما علمته كان تركها ليلة واحدة - [ تعني ] : هذه الكلمات .

                                والمعروف في حديث حفصة : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح وبدا الصبح ركع ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة .

                                كذا خرجه مسلم ، عن يحيى بن يحيى ، عن مالك . وكذا هو في ( الموطأ ) .

                                [ ص: 503 ] وليس في هذا الحديث دلالة صريحة على أنه كان لا يؤذن إلا بعد طلوع الفجر ؛ فإنها قالت : ( كان إذا سكت المؤذن وبدا الفجر صلى ) ، فلم تذكر أنه [ كان ] يصلي إلا بعد فراغ الأذان بعد طلوع الفجر ، وهذا يشعر بأنه كان الأذان قبل الفجر ، وإلا لم تحتج إلى ذكر طلوع الفجر مع الأذان .

                                وقد خرج مسلم الحديث من رواية الليث بن سعد وأيوب وعبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، كما رواه مالك .

                                وخرجه النسائي من طرق أخرى ، عن نافع كذلك .

                                ورواه عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن حفصة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أذن المؤذن للفجر صلى ركعتين ، وكان لا يؤذن إلا بعد الفجر .

                                ذكره أبو بكر الأثرم .

                                وقال : رواه الناس عن نافع ، لم يذكروا ما ذكره عبد الكريم .

                                وخرجه ابن عبد البر بإسناده ، ولفظ حديثه : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع أذان الصبح صلى ركعتين ، ثم خرج إلى المسجد ، وحرم الطعام ، وكان لا يؤذن حتى يصبح .

                                قلت : لعل هذه الزيادة مدرجة فيه .

                                وقد رواها عبيد الله بن عمر ، عن نافع - من قوله .

                                خرجه ابن أبي شيبة .

                                ولو كان هذا محفوظا حمل على أذان ابن أم مكتوم ، كما في حديث ابن عمر في الباب الماضي .



                                الخدمات العلمية