الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5141 [ ص: 240 ] 53 - باب: المنديل

                                                                                                                                                                                                                              5457 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني محمد بن فليح قال: حدثني أبي، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أنه سأله عن الوضوء مما مست النار، فقال: لا، قد كنا زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نجد مثل ذلك من الطعام إلا قليلا، فإذا نحن وجدناه لم يكن لنا مناديل، إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثم نصلي ولا نتوضأ. [فتح:9 \ 579].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث سعيد بن الحارث، عن جابر السالف في الطهارة وفيه: لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن وهب سئل مالك عن الحديث الذي جاء: "من بات في يده غمر فلا يلومن إلا نفسه". فقال: لا أعرف هذا الحديث، وقد سمعت أنه كان يقال: منديل (عمر) بطن قدميه، وما كان هذا إلا شيئا حدث، والحديث الذي لم يعرفه مالك أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة مرفوعا: "من نام وفي يده غمر فأصابه شيء، فلا يلومن إلا نفسه" .

                                                                                                                                                                                                                              وقيل لمالك: أيغسل يده بالدقيق؟ قال: غيره أعجب إلي منه، ولو فعل لم أر به بأسا، وقد تمندل عمر بباطن قدميه.

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن وهب في الجلبان: وسنة ذلك أنه لا بأس أن يتوضأ به ويتدلك به في الحمام، وقد يدهن جسده بالزيت والسمن من الشقاق. وروى أشهب أنه سئل عن الوضوء بالدقيق والنخالة من الفول قال:

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 241 ] لا علم لي به. ولم يتوضأ به إن أعياه شيء فليتوضأ بالتراب .

                                                                                                                                                                                                                              فائدة:

                                                                                                                                                                                                                              سعيد الراوي عن جابر أخرج له مسلم أيضا، وهو سعيد بن أبي سعيد الحارث بن أوس بن المعلى بن كوذان بن حارثة بن عدي بن زيد بن ثعلبة بن مالك، أخي الحارث، ابني زيد مناة بن حبيب بن عدي بن عبد حارثة بن مالك بن غضب، أخي تزيد، رهط سلمة ابني جشم بن الخزرج، قاضي المدينة، ووالده، انفرد به البخاري، وله صحبة. وبنو مالك بن زيد مناة خلفاء بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة، وبنو الحارث بن زيد مناة خلفاء بني بياضة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية