الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق السراج ، ثنا محمد بن يحيى الأزدي ، ثنا الحسين بن محمد ، ثنا عبد الله بن عبد الملك الفهري ، قال : سمعت أبا حازم - ووعظ سليمان بن عبد الملك بن هشام - فقال في بعض قوله : ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه ، من شيء نحن فيه .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة بن شبيب ، ثنا سهل بن عاصم ، ثنا يحيى بن محمد ، عن شعبة بن عبد الرحمن ، قال : قال أبو حازم : إن قليل الدنيا يشغل عن كثير الآخرة ، وإن كثيرها ينسيك قليلها ، وإن كنت تطلب من الدنيا ما يكفيك فأدنى ما فيها يكفيك ، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس فيها شيء يغنيك .

              [ ص: 233 ] حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا إسحاق بن أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن سعد الدشتكي ، قال : سمعت أبي يقول : قال أبو حازم : عيشنا عيش الملوك ، وديننا دين الملائكة .

              حدثنا محمد بن أحمد بن عمر ، حدثني أبي ، ثنا أبو بكر بن عبد الله ، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ، ثنا الحارث بن مسكين ، ثنا أبو وهب ، ثنا عبد الرحمن بن زيد ، قال : قال ابن المنكدر لأبي حازم : يا أبا حازم ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير ما أعرفهم وما صنعت إليهم خيرا قط ، قال له أبو حازم : لا تظن أن ذلك من عملك ، ولكن انظر الذي ذلك من قبله فاشكره ، وقرأ ابن زيد : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد الأموي ، ثنا أبو بكر بن أبي النضر ، ثنا سعيد بن عامر ، عن بعض أصحابه ، قال أبو حازم : نعمة الله فيما زوى عني من الدنيا ، أعظم من نعمته علي فيما أعطاني منها ، إني رأيته أعطاها قوما فهلكوا .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن زياد ، عن إبراهيم بن الجنيد ، ثنا عمرو بن هاشم الدمشقي ، ثنا سهل بن هاشم ، قال : قال إبراهيم بن أدهم ، عن أبي حازم المديني ، قال : أفضل خصلة ترجى للمؤمن أن يكون أشد الناس خوفا على نفسه ، وأرجاه لكل مسلم .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا من سمع ابن عيينة ، يقول : قال أبو حازم : تراءت لهم الدنيا فوثبوا عليها .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، وحدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا ابن زياد بن أيوب ، ويعقوب ، قالا : ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة ، ثنا زمعة بن صالح ، قال : قال الزهري لسليمان بن هشام : ألا تسأل أبا حازم ما قال في العلماء ؟ قال : وما عسيت أن أقول في العلماء إلا خيرا ، إني أدركت العلماء وقد استغنوا بعلمهم ، عن أهل [ ص: 234 ] الدنيا ، ولم يستغن أهل الدنيا بدنياهم عن علمهم ، فلما رأوا ذلك قدموا بعلمهم إلى أهل الدنيا ولم ينلهم أهل الدنيا من دنياهم شيئا ، إن هذا وأصحابه ليسوا علماء إنما هم رواة ، فقال الزهري : وإنه لجاري وما علمت أن هذا عنده ، قال : صدق أما إني لو كنت غنيا عرفتني ، فقال له سليمان : ما المخرج مما نحن فيه ؟ قال :أن تمضي ما في يديك لما أمرت به وتكف عما نهيت عنه ، فقال : سبحان الله ، من يطيق هذا ، قال : من طلب الجنة وفر من النار ، وما هذا فيما تطلب وتفر منه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية