الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                                        السنن الكبرى للنسائي

                                                                                                                        النسائي - أحمد بن شعيب النسائي

                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        3 - ذكر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في علي : إن الله جل ثناؤه لا يخزيه أبدا

                                                                                                                        8553 - أخبرنا محمد بن المثنى ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا الوضاح - وهو أبو عوانة - قال : حدثنا يحيى ، قال : حدثنا عمرو بن ميمون ، [ ص: 486 ] قال :

                                                                                                                        إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط ، فقالوا : إما أن تقوم معنا ، وإما أن تخلونا يا هؤلاء ، وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : أنا أقوم معكم فتحدثوا ، فلا أدري ما قالوا ، فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول : أف وتف ، يقعون في رجل له عشر ، وقعوا في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ، لا يخزيه الله أبدا . فأشرف من استشرف فقال : أين علي ؟ وهو في الرحا يطحن ، وما كان أحدكم ليطحن ، فدعاه ، وهو أرمد ، ما يكاد أن يبصر ، فنفث في عينيه ، ثم هز الراية ثلاثا ، فدفعها ، إليه فجاء بصفية بنت حيي .

                                                                                                                        وبعث أبا بكر بسورة التوبة ، وبعث عليا خلفه ، فأخذها منه ، فقال : لا يذهب بها رجل إلا رجل هو مني ، وأنا منه .

                                                                                                                        ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن ، والحسين ، وعليا ، وفاطمة ، فمد عليهم ثوبا ، فقال : هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة .

                                                                                                                        ولبس ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونام ، فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم يحسبون أنه نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء أبو بكر ، فقال : يا نبي الله ، فقال علي : إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قد ذهب نحو بئر ميمون ، فاتبعه ، فدخل معه الغار ، (وكانوا) المشركون [ ص: 487 ] يرمون عليا حتى أصبح .

                                                                                                                        وخرج بالناس في غزوة تبوك ، فقال علي : أخرج معك ؟ فقال : لا ، فبكى ، فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى . إلا أنك لست بنبي ؟

                                                                                                                        ثم قال : أنت خليفتي - يعني - في كل مؤمن من بعدي .

                                                                                                                        قال : وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب ، وهو في طريقه ، ليس له طريق غيره .

                                                                                                                        وقال : من كنت وليه فعلي وليه .

                                                                                                                        قال ابن عباس : وأخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة ، فهل حدثنا بعد أنه سخط عليهم ؟ قال : وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر حين قال : ائذن لي ، فلأضرب عنقه - يعني حاطبا - وقال : ما يدريك ، لعل الله قد اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية