الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون

                                                                                                                                                                                                إن الذين كفروا : يعني الذين ماتوا من هؤلاء الكاتمين ولم يتوبوا، ذكر لعنتهم أحياء ثم لعنتهم أمواتا، وقرأ الحسن: (والملائكة والناس أجمعون) بالرفع عطفا على محل اسم الله، لأنه فاعل في التقدير، كقولك: عجبت من ضرب زيد وعمرو، تريد من أن ضرب زيد وعمرو، كأنه قيل: أولئك عليهم أن لعنهم الله والملائكة.

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: ما معنى قوله: والناس أجمعين : وفي الناس المسلم والكافر، قلت: أراد بالناس من يعتد بلعنه وهم المؤمنون، وقيل: يوم القيامة يلعن بعضهم بعضا خالدين فيها : في اللعنة، وقيل: في النار إلا أنها أضمرت؛ تفخيما لشأنها وتهويلا ولا هم ينظرون : من الإنظار أي لا يمهلون ولا يؤجلون، أو لا ينتظرون ليعتذروا، أو لا ينظر إليهم نظر رحمة.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية