الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون ( 15 ) . ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين ( 16 ) .

                                                                                                                                                                                                                                      ( لقالوا إنما سكرت ) سدت ( أبصارنا ) قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الحسن : سحرت .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال قتادة : أخذت .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الكلبي : عميت .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ ابن كثير " سكرت " بالتخفيف ، أي : حبست ومنعت النظر كما يسكر النهر لحبس الماء . ( بل نحن قوم مسحورون ) أي : عمل فينا السحر فسحرنا محمد - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله عز وجل ( ولقد جعلنا في السماء بروجا ) والبروج : هي النجوم الكبار ، مأخوذة من الظهور ، يقال : تبرجت المرأة أي : ظهرت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأراد بها : المنازل التي تنزلها الشمس ، والقمر ، والكواكب السيارة ، وهي اثنا عشر برجا : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال عطية : هي قصور في السماء عليها الحرس . [ ص: 372 ]

                                                                                                                                                                                                                                      ( وزيناها ) أي : السماء بالشمس والقمر والنجوم ( للناظرين ) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية