الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
601 627 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15303عبد الله بن يزيد : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16854كهمس بن الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16423عبد الله بن بريدة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=650591 " nindex.php?page=treesubj&link=22724_1477_32833بين كل أذانين صلاة ، بين كل أذانين صلاة ، ثم قال في الثالثة : " لمن شاء " .
لا اختلاف أن المراد بالأذانين في الحديث : الأذان والإقامة ، وليس المراد الأذانين المتواليين ، وإن كانا مشروعين كأذان الفجر إذا تكرر مرتين .
وقد توقف بعضهم في دخول nindex.php?page=treesubj&link=22724الصلاة بين الأذان الأول والثاني يوم الجمعة في هذا الحديث ؛ لأنهما أذانان مشروعان ، وعلى ما قررناه : لا يدخل في الحديث ، وكما لا تدخل الصلاة بين الأذان الأول والثاني للفجر ، وإن كانت الصلاة يوم الجمعة بعد الزوال حسنة مندوبا إليها ؛ لأدلة أخرى ، تذكر في " الجمعة " - إن شاء الله .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=5078ابن مغفل يدخل فيه : nindex.php?page=treesubj&link=22724_22722الصلاة بين الأذان والإقامة في جميع الصلوات الخمس ، فأما أذان الصبح فيشرع بعده ركعتا الفجر ، ولا يزاد عليهما عند جمهور العلماء .
حتى قال كثير منهم : إن من صلى ركعتي الفجر في بيته ، ثم دخل المسجد .
يعني أن الأظهر عنه أنه لا يصلى في أوقات النهي شيء من ذوات الأسباب ولا غيرها .
[ ص: 536 ] وعنه رواية أخرى ، أنه يصلى ذوات الأسباب ، كقول nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، فيصلي الداخل حينئذ تحية المسجد ثم يجلس .
وقد تقدمت هذه المسألة في الكلام على أحاديث النهي مستوفاة .
وأما الظهر ، فإنه يستحب التطوع قبلها بركعتين أو أربع ركعات ، وهي من الرواتب عند الأكثرين .
وقد روي في الصلاة عقب زوال الشمس أحاديث ، في أسانيد في أكثرها مقال .
وبكل حال ؛ فما بين الأذانين للظهر هو وقت صلاة ، فمن شاء استقل ومن شاء استكثر .
وأما بين الأذانين لصلاة العصر ، فهذا الحديث يدل على أنه يشرع بينهما صلاة ، وقد ورد في nindex.php?page=treesubj&link=1107الأربع قبل العصر أحاديث متعددة ، وفي الركعتين - أيضا .
واختلفوا : هل يلتحق بالسنن الرواتب ؟ والجمهور على أنها لا تلتحق بها .
وأما بين الأذانين قبل المغرب ، فهذا الحديث يدل على مشروعية الصلاة فيه .
وقد اختلف العلماء في ذلك :
فمنهم من كرهه ، وقال : لا يزول وقت النهي حتى يصلى المغرب ، وهو قول الكوفيين وغيرهم .
ومنهم من قال : باستحبابها ، وهو رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وقول طائفة من السلف ؛ لهذا الحديث ؛ ولحديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس في الباب الماضي .
ومنهم من قال : هي مباحة ، غير مكروهة ولا مستحبة ، والأمر بها إطلاق من محظور ، فلا يفيد أكثر من الإباحة ، وهو رواية عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ، وسيأتي القول فيها بأبسط من هذا في موضع آخر - إن شاء الله تعالى .
[ ص: 537 ] وأما nindex.php?page=treesubj&link=22724_1112_22711الصلاة بين الأذانين للعشاء ، فهي كالصلاة بين الأذانين للعصر ودونها ؛ فإنا لا نعلم قائلا يقول بأنها تلتحق بالسنن الرواتب .