الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حديث رد الشمس له حتى صلى العصر ضعيف لا يصح ، قد ذكرناه في دلائل النبوة بأسانيده وألفاظه كما تقدم فأغنى عن إعادته . [ ص: 90 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حديث آخر : قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا علي بن المنذر الكوفي ، ثنا محمد بن فضيل ، عن الأجلح ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم الطائف فانتجاه ، فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما انتجيته ولكن الله انتجاه " . ثم قال : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث الأجلح ، وقد رواه غير ابن فضيل عن الأجلح ، ومعنى قوله : " ولكن الله انتجاه " . أن الله أمرني أن أنتجي معه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حديث آخر : قال الترمذي : ثنا محمد بن بشار ويعقوب بن إبراهيم وغير واحد ، ثنا أبو عاصم ، عن أبي الجراح ، عن جابر بن صبح ، حدثتني أمي أم شراحيل ، حدثتني أم عطية قالت : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم علي . قالت : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يقول : " اللهم لا تمتني حتى تريني عليا " . ثم قال : هذا حديث حسن غريب ، إنما نعرفه من هذا الوجه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا علي بن عاصم قال : حصين أخبرنا عن هلال بن يساف ، عن عبد الله بن ظالم المازني قال : لما خرج معاوية من الكوفة استعمل المغيرة بن شعبة . قال : فأقام خطباء يقعون في علي . قال : وأنا إلى جنب سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل . قال : فغضب ، فقام وأخذ بيدي فتبعته ، فقال : ألا ترى إلى هذا الرجل الظالم لنفسه الذي يأمر بلعن رجل من أهل الجنة ! وأشهد على التسعة أنهم من أهل الجنة ، ولو شهدت على العاشر لم [ ص: 91 ] آثم . قال : قلت : وما ذاك ؟ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اثبت حراء ، فليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد " . قال : قلت : من هم ؟ فقال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، والزبير ، وطلحة ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد بن مالك . قال : قلت : ومن العاشر ؟ قال : قال : أنا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وينبغي أن يكتب هاهنا حديث أم سلمة المتقدم قريبا ، أنها قالت لأبي عبد الله الجدلي : أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم على المنابر ؟ الحديث ، رواه أحمد أيضا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن آدم وابن أبي بكير قالا : ثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حبشي بن جنادة السلولي - وكان قد شهد حجة الوداع - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علي مني وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي " . ثم رواه أحمد ، عن أبي أحمد الزبيري ، عن إسرائيل .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حديث آخر : قال أحمد : حدثنا وكيع قال : قال إسرائيل : قال أبو إسحاق ، عن زيد بن يثيع ، عن أبي بكر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ب " براءة " إلى أهل مكة : لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته ، والله بريء من المشركين ورسوله . قال : فسار بها ثلاثا ، ثم قال لعلي : " الحقه ورد علي أبا بكر ، وبلغها أنت " . قال : فلما قدم أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى وقال : يا رسول الله ، حدث في شيء ؟ قال : " ما حدث فيك إلا [ ص: 92 ] خير ، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل من أهل بيتي " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال عبد الله بن أحمد : حدثني محمد بن سليمان لوين ، ثنا محمد بن جابر ، عن سماك ، عن حنش ، عن علي قال : لما نزلت عشر آيات من " براءة " على النبي صلى الله عليه وسلم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني ، فقال لي : " أدرك أبا بكر ، فحيث لحقته فخذ الكتاب منه ، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم " . فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر فقال : يا رسول الله ، نزل في شيء ؟ قال : " لا ، ولكن جبريل جاءني فقال : لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " . وقد رواه كثير النواء . عن جميع بن عمير ، عن ابن عمر بنحوه ، وفيه نكارة من جهة أمره برد الصديق ; فإن الصديق لم يرجع ، بل كان هو أمير الحج في سنة تسع ، وكان علي هو وجماعة معه بعثهم الصديق يطوفون برحاب منى في يوم النحر وأيام التشريق ينادون ب " براءة " . وقد قررنا ذلك في حجة الصديق ، وفي أول تفسير سورة " براءة " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      حديث آخر : روي من حديث أبي بكر الصديق ، وعمر ، وعثمان بن عفان ، وعبد الله بن مسعود ، ومعاذ بن جبل ، وعمران بن حصين ، وأنس ، وثوبان ، وعائشة ، وأبي ذر ، وجابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : النظر إلى وجه [ ص: 93 ] علي عبادة " . وفي حديث عائشة : " ذكر علي عبادة " . ولكن لا يصح شيء منها ; فإنه لا يخلو كل سند منها عن كذاب أو مجهول لا يعرف حاله ، وهو شيعي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية