الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 297 ] قوله عز وجل: سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم فأدخل الواو على انقطاع القصة لأن الخبر قد تم. قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل في المختلفين في عددهم قولان: أحدهما: أنهم أهل المدينة قبل الظهور عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنهم أهل الكتاب بعد طول العهد بهم. وقوله تعالى: رجما بالغيب قال قتادة قذفا بالظن ، قال زهير :


                                                                                                                                                                                                                                        وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم.



                                                                                                                                                                                                                                        وقال ابن عباس: أنا من القليل الذي استثنى الله تعالى: كانوا سبعة وثامنهم كلبهم. وقال ابن جريج ومحمد بن إسحاق: كانوا ثمانية ، وجعلا قوله تعالى: وثامنهم كلبهم أي صاحب كلبهم. وكتب قومهم أسماءهم حين غابوا ، فلما بان أمرهم كتبت أسماؤهم على باب الكهف. قال ابن جريج: أسماؤهم مكسلمينا ويمليخا وهو الذي مضى بالورق يشتري به الطعام ، ومطرونس ، ومحسيميلنينا ، وكشوطوش ، وبطلنوس ويوطونس وبيرونس.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 298 ] قال مقاتل: وكان الكلب لمكسلمينا وكان أسنهم وكان صاحب غنم. فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا فيه خمسة أوجه: أحدها: إلا ما قد أظهرنا لك من أمرهم ، قاله مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: حسبك ما قصصنا عليك من شأنهم ، فلا تسألني عن إظهار غيره ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: إلا مراء ظاهرا يعني بحجة واضحة وخبر صادق ، قاله علي بن عيسى.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: لا تجادل فيهم أحدا إلا أن تحدثهم به حديثا ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: هو أن تشهد الناس عليهم. ولا تستفت فيهم منهم أحدا فيه وجهان: أحدهما: ولا تستفت يا محمد فيهم أحدا من أهل الكتاب ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ونهي لأمته.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية