الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 300 ] قوله عز وجل: ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا في قراءة ابن مسعود قالوا لبثوا في كهفهم. وفيه قولان: أحدهما: أن هذا قول اليهود ، وقيل بل نصارى نجران أنهم لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ، فرد الله تعالى عليهم قولهم وقال لنبيه قل الله أعلم بما لبثوا والقول الثاني: أن هذا إخبار من الله تعالى بهذا العدد عن مدة بقائهم في الكهف من حين دخلوه إلى ما ماتوا فيه. وازدادوا تسعا هو ما بين السنين الشمسية والسنين القمرية. قل الله أعلم بما لبثوا فيه وجهان: أحدهما: بما لبثوا بعد مدتهم إلى نزول القرآن فيهم.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: الله أعلم بما لبثوا في الكهف وهي المدة التي ذكرها عن اليهود إذ ذكروا زيادة ونقصانا. قوله عز وجل: أبصر به وأسمع فيه تأويلان: أحدهما: أن الله أبصر وأسمع ، أي أبصر بما قال وأسمع لما قالوا.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: معناه أبصرهم وأسمعهم ، ما قال الله فيهم. ما لهم من دونه من ولي فيه وجهان: أحدهما: من ناصر.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: من مانع. ولا يشرك في حكمه أحدا فيه وجهان: أحدهما: ولا يشرك في علم غيبه أحدا.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه لم يجعل لأحد أن يحكم بغير حكمه فيصير شريكا له في حكمه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية