الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1089 ) فصل : ومن أوتر من الليل ، ثم قام للتهجد ، فالمستحب أن يصلي مثنى مثنى ، ولا ينقض وتره . روي ذلك عن أبي بكر الصديق ، وعمار ، وسعد بن أبي وقاص وعائذ بن عمرو ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وعائشة . وكان [ ص: 454 ] علقمة لا يرى نقض الوتر . وبه قال طاوس ، وأبو مجلز . وبه قال النخعي ، ومالك ، والأوزاعي ، وأبو ثور . وقيل لأحمد : ولا ترى نقض الوتر ؟ فقال لا ثم قال : وإن ذهب إليه رجل فأرجو ، لأنه قد فعله جماعة . ومروي . عن علي ، وأسامة ، وأبي هريرة ، وعمر ، وعثمان وسعد ، وابن عمر ، وابن عباس ، وابن مسعود وهو قول إسحاق .

                                                                                                                                            ومعناه أنه إذا قام للتهجد يصلي ركعة تشفع الوتر الأول ، ثم يصلي مثنى مثنى ، ثم يوتر في آخر التهجد . ولعلهم ذهبوا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : { اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا } . ولنا : ما روى قيس بن طلق ، قال : { زارنا طلق بن علي في يوم من رمضان ، فأمسى عندنا وأفطر ، ثم قام بنا تلك الليلة ، ثم انحدر إلى المسجد فصلى بأصحابه ، حتى إذا بقي الوتر قدم رجلا ، فقال : أوتر بأصحابك ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا وتران في ليلة } . رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال : حديث حسن وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : أما أنا فإني أنام على فراشي ، فإن استيقظت صليت شفعا حتى الصباح . رواه الأثرم . وكان سعيد بن المسيب يفعله .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية