الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تلف ]

                                                          تلف : الليث : التلف الهلاك والعطب في كل شيء . تلف يتلف تلفا فهو تلف : هلك . غيره : تلف الشيء وأتلفه غيره وذهبت نفس فلان تلفا وظلفا بمعنى واحد أي : هدرا . والعرب تقول : إن من القرف التلف ، والقرف مداناة الوباء ، والمتالف المهالك . وأتلف فلان ماله إتلافا إذا أفناه إسرافا ، قال الفرزدق :


                                                          وقوم كرام قد نقلنا إليهم قراهم ، فأتلفنا المنايا وأتلفوا .



                                                          أتلفنا المنايا أي : وجدناها ذات تلف أي : ذات إتلاف ووجدوها كذلك ، وقال ابن السكيت : أتلفنا المنايا وأتلفوا أي : صيرنا المنايا تلفا لهم وصيروها لنا تلفا ، قال : ويقال معناه صادفناها تتلفنا وصادفوها تتلفهم . ورجل متلف ومتلاف : يتلف ماله ، وقيل : كثير الإتلاف . والمتلفة : مهواة مشرفة على تلف . والمتلفة : القفر ، قال طرفة أو غيره :


                                                          بمتلفة ليست بطلح ولا حمض .



                                                          أراد ليست بمنبت طلح ولا حمض ، لا يكون إلا على ذلك ؛ لأن المتلفة المنبت ، والطلح والحمض نبتان لا منبتان ، والمتلف المفازة ، وقول أبي ذؤيب :


                                                          ومتلف مثل فرق الرأس تخلجه     مطارب زقب ، أميالها فيح .



                                                          المتلف : القفر ، سمي بذلك ؛ لأنه يتلف سالكه في الأكثر . والتلفة : الهضبة المنيعة التي يغشى من تعاطاها التلف ، عن الهجري ، وأنشد :


                                                          ألا لكما فرخان في رأس تلفة     إذا رامها الرامي تطاول نيقها .



                                                          [ ص: 233 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية