الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب الأبواب والغلق للكعبة والمساجد قال أبو عبد الله وقال لي عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن ابن جريج قال قال لي ابن أبي مليكة يا عبد الملك لو رأيت مساجد ابن عباس وأبوابها

                                                                                                                                                                                                        456 حدثنا أبو النعمان وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فدعا عثمان بن طلحة ففتح الباب فدخل النبي صلى الله عليه وسلم وبلال وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة ثم أغلق الباب فلبث فيه ساعة ثم خرجوا قال ابن عمر فبدرت فسألت بلالا فقال صلى فيه فقلت في أي قال بين الأسطوانتين قال ابن عمر فذهب علي أن أسأله كم صلى [ ص: 667 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 667 ] قوله : ( باب الأبواب والغلق ) بفتح المعجمة واللام ، أي ما يغلق به الباب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال لي عبد الله بن محمد ) هو الجعفي ، وسفيان هو ابن عيينة وعبد الملك هو اسم ابن جريج . وقوله : ( لو رأيت ) محذوف الجواب وتقديره : لرأيت عجبا أو حسنا ، لإتقانها أو نظافتها ونحو ذلك . وهذا السياق يدل على أنها في ذلك الوقت كانت قد اندرست .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قالا حدثنا حماد بن زيد ) لم يقل الأصيلي " ابن زيد " ، وسيأتي الكلام على حديث ابن عمر هذا في كتاب الحج إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                        قال ابن بطال : الحكمة في غلق الباب حينئذ لئلا يظن الناس أن الصلاة فيه سنة فيلتزمون ذلك كذا قال . ولا يخفى ما فيه . وقال غيره : يحتمل أن يكون ذلك لئلا يزدحموا عليه لتوفر دواعيهم على مراعاة أفعاله ليأخذوها عنه ، أو ليكون ذلك أسكن لقلبه وأجمع لخشوعه . وإنما أدخل معه عثمان لئلا يظن أنه عزل عن ولاية الكعبة ، وبلالا وأسامة لملازمتهما خدمته . وقيل : فائدة ذلك التمكن من الصلاة في جميع جهاتها ; لأن الصلاة إلى جهة الباب وهو مفتوح لا تصح .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية