الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل

                                                                                                                                                                                                                                      ولو شاء الله ; أي : عدم إشراكهم حسبما هو القاعدة المستمرة في حذف مفعول المشيئة من وقوعها شرطا ، وكون مفعولها مضمون الجزاء .

                                                                                                                                                                                                                                      ما أشركوا وهذا دليل على أنه تعالى لا يريد إيمان الكافر ، لكن لا بمعنى أنه تعالى يمنعه عنه مع توجهه إليه ، بل بمعنى أنه تعالى لا يريده منه ، لعدم صرف اختياره الجزئي نحو الإيمان ، وإصراره على الكفر ، والجملة اعتراض مؤكد للإعراض .

                                                                                                                                                                                                                                      وكذا قوله تعالى : وما جعلناك عليهم حفيظا ; أي : رقيبا مهيمنا من قبلنا تحفظ عليهم أعمالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وكذا قوله تعالى : وما أنت عليهم بوكيل من جهتهم تقوم بأمورهم وتدبر مصالحهم ، و" عليهم " في الموضعين متعلق بما بعده قدم عليه للاهتمام به ، أو لرعاية الفواصل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية