الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : يسألونك عن الساعة أيان مرساها ؛ و " الساعة " ؛ ههنا : التي يموت فيها الخلق؛ ومعنى " مرساها " : مثبتها؛ يقال : " رسا الشيء؛ يرسو " ؛ إذا ثبت؛ فهو راس؛ وكذلك " جبال راسيات " ؛ أي : ثابتات؛ و " أرسيته " ؛ إذا أثبته؛ فالمعنى : " يسألونك عن الساعة : متى وقوعها؟ " ؛ وقوله : لا يجليها لوقتها إلا هو ؛ أي : لا يظهرها في وقتها إلا هو؛ ومعنى : ثقلت في السماوات والأرض ؛ قيل فيه قولان؛ قال قوم : " ثقلت في السماوات والأرض " ؛ ثقل وقوعها على أهل السماوات والأرض؛ ثم أعلم - جل ثناؤه - كيف وقوعها؛ فقال - جل وعز - : لا تأتيكم إلا بغتة ؛ أي : إلا فجأة؛ وقوله : يسألونك كأنك حفي عنها ؛ المعنى - والله أعلم - : يسألونك عنها كأنك فرح بسؤالهم؛ يقال : " تحفيت بفلان [ ص: 394 ] في المسألة " ؛ إذا سألت سؤالا أظهرت فيه المحبة والبر به؛ و " أحفى فلان بفلان في المسألة " ؛ إنما تأويله : الكثرة؛ ويقال : " حفت الدابة؛ تحفى؛ حفى " ؛ مقصور؛ إذا كثر المشي حتى يؤلمها؛ و " الحفاء " ؛ ممدود : أن يمشي الرجل بغير نعل؛ وقيل : " كأنك حفي عنها " : كأنك أكثرت المسألة عنها؛ وقوله : قل إنما علمها عند الله ؛ معنى " إنما علمها عند الله " : لا يعلمها إلا هو.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية