الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين أن لا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم

                                                                                                                                                                                                أي: أرسلنا نوحا بأني لكم نذير، ومعناه: أرسلناه ملتبسا بهذا الكلام، وهو قوله: "إني لكم نذير مبين" بالكسر، فلما اتصل به الجار، فتح كما فتح في "كأن" والمعنى: على الكسر، وهو قولك: إن زيدا كالأسد . وقرئ: بالكسر على إرادة القول، أن لا تعبدوا بدل من: إني لكم نذير : أي: أرسلناه بألا تعبدوا إلا الله ، أو تكون "أن" مفسرة، متعلقة بـ"أرسلنا" أو بـ"نذير"، وصف اليوم بأليم من الإسناد المجازي لوقوع الألم فيه .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: فإذا وصف به العذاب ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: مجازي مثله، لأن الأليم في الحقيقة هو العذاب، ونظيرهما قولك: نهارك صائم، وجد جده .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية