الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين

                                                                                                                                                                                                                                        ليميز الله الخبيث من الطيب الكافر من المؤمن ، أو الفساد من الصلاح . واللام متعلقة بـ يحشرون أو يغلبون أو ما أنفقه المشركون في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أنفقه المسلمون في نصرته ، واللام متعلقة بقوله ثم تكون عليهم حسرة وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب (ليميز) من التمييز وهو أبلغ من الميز . ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجمعه ويضم بعضه إلى بعض حتى يتراكبوا لفرط ازدحامهم ، أو يضم إلى الكافر ما أنفقه ليزيد به عذابه كمال الكانزين . فيجعله في جهنم كله . أولئك إشارة إلى الخبيث لأنه مقدر بالفريق الخبيث أو إلى المنفقين . هم الخاسرون الكاملون في الخسران لأنهم خسروا أنفسهم وأموالهم .

                                                                                                                                                                                                                                        قل للذين كفروا يعني أبا سفيان وأصحابه والمعنى قل لأجلهم . إن ينتهوا عن معاداة الرسول صلى الله عليه وسلم بالدخول في الإسلام . يغفر لهم ما قد سلف من ذنوبهم ، وقرئ بالتاء والكاف على أنه خاطبهم و « يغفر » على البناء للفاعل وهو الله تعالى . وإن يعودوا إلى قتاله . فقد مضت سنت الأولين الذين تحزبوا على الأنبياء بالتدمير كما جرى على أهل بدر فليتوقعوا مثل ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية