الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وهو الذي جعلكم خلائف الأرض قال أبو عبيدة: الخلائف: جمع خليفة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشماخ: تصيبهم وتخطئني المنايا وأخلف في ربوع عن ربوع

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 163 ] وللمفسرين فيمن خلفوه ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنهم خلفوا الجن الذين كانوا سكان الأرض; قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أن بعضهم يخلف بعضا; قاله ابن قتيبة .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أن أمة محمد خلفت سائر الأمم ، ذكره الزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ورفع بعضكم فوق بعض درجات أي: في الرزق ، والعلم ، والشرف ، والقوة ، وغير ذلك ليبلوكم أي: ليختبركم ، فيظهر منكم ما يكون عليه الثواب والعقاب .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إن ربك سريع العقاب فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه سماه سريعا ، لأنه آت ، وكل آت قريب .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه إذا شاء العقوبة ، أسرع عقابه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية