الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
614 640 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=14906محمد بن يوسف : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=650604أقيمت الصلاة ، فسوى الناس صفوفهم ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدم وهو جنب ، فقال : ( nindex.php?page=treesubj&link=32596_32793_1674_1335_248_23842_1939_1956على مكانكم ) ، فرجع فاغتسل ، ثم خرج ورأسه يقطر ماء ، فصلى بهم .
قد تقدم الكلام في القيام قبل خروج الإمام ، وانتظار المأمومين له قياما قبل خروجه ، فأما nindex.php?page=treesubj&link=22713إذا ذكر حاجة فانصرف من المسجد وقال لهم : ( مكانكم حتى أرجع ) ، فإنهم ينتظرونه قياما حتى يرجع إليهم ، كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث .
وفي الرواية المذكورة في الباب الماضي ، قال : ( فمكثنا على هيئتنا حتى خرج إلينا ) ، وهذا يدل على أنهم انتظروه قياما .
ورواه بعضهم : ( على هينتنا ) من الهينة ، وهي الرفق ، وكأنها تصحيف . والله أعلم .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم في هذا الحديث : ( فلم نزل قياما ننتظره حتى خرج إلينا ، وقد اغتسل ) .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم - أيضا - في هذا الحديث : ( فأومأ إليهم بيده أن مكانكم ) .
وفيه : دليل على أن إيماء القادر على النطق يكتفى به في العلم ، والأمر ، والنهي ، وقد سبق ذلك مستوفى في ( كتاب العلم ) .
وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080لمسلم - أيضا - في هذا الحديث : nindex.php?page=hadith&LINKID=650266 ( فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا [ ص: 598 ] قام في مصلاه قبل أن يكبر ، ذكر فانصرف وقال لنا : ( مكانكم ) .
وهذه الرواية صريحة في أنه انصرف قبل التكبير ، وهو - أيضا - ظاهر رواية nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
قال الحسن بن ثواب : قيل nindex.php?page=showalam&ids=12251لأبي عبد الله - يعني : أحمد بن حنبل - وأنا أسمع : nindex.php?page=hadith&LINKID=707308النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أومأ إليهم أن امكثوا ، فدخل فتوضأ ثم خرج ، أكان كبر ؟ فقال : يروى أنه كبر ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة nindex.php?page=hadith&LINKID=707308لما أخذ القوم أماكنهم من الصف ، قال لهم : ( امكثوا ) ، ثم خرج فكبر .
فبين nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد أن حديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة يدل على أنه لم يكن كبر ، وأما قوله : ( يروى أنه كبر ) ، فيدل على أن ذلك قد روي ، وأنه مخالف لحديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وأن حديث nindex.php?page=showalam&ids=12031أبي سلمة أصح ، وعليه العمل .
وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث زياد الأعلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة ، nindex.php?page=hadith&LINKID=672125أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل في صلاة الفجر ، فأومأ بيده أن مكانكم ، ثم جاء ورأسه يقطر ، فصلى .
وفي رواية له - أيضا - : ( فكبر ) وقال فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=18772فلما قضى الصلاة قال : ( إنما أنا بشر ، وإني كنت جنبا ) .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد بمعناه - أيضا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب وهشام وابن عون ، عن محمد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا ، قال : فكبر ، ثم أومأ إلى القوم أن اجلسوا ، فذهب واغتسل ، وكذلك رواه nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن إسماعيل بن أبي حكيم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر في صلاة .
[ ص: 599 ] قال nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود : وكذلك حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17081مسلم بن إبراهيم : ثنا nindex.php?page=showalam&ids=11792أبان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17298يحيى يعني : ابن أبي كثير - عن الربيع بن محمد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كبر . انتهى .
وهذه كلها مرسلات .
وحديث nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة في معنى المرسل ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة عند nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد والأكثرين من المتقدمين .
وقد روي حديث nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين مسندا ، رواه الحسن بن عبد الرحمن الحارثي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - مسندا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : والمرسل أصح .
وقد روي موصولا من وجه آخر :
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=111أسامة بن زيد ، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=677723خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة ، وكبر ، ثم أشار إليهم فمكثوا ، ثم انطلق فاغتسل ، وكان رأسه يقطر ماء ، فصلى بهم ، فلما انصرف قال : ( إني خرجت إليكم جنبا ، وإني أنسيت حتى قمت في الصلاة ) .
وأسامة بن زيد ، هو الليثي ، وليس بذلك الحافظ .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=32معاذ بن معاذ : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=910284دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - في صلاته ، فكبر فكبرنا معه ، ثم أشار إلى الناس أن كما أنتم ، فلم نزل قياما حتى أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد اغتسل ورأسه يقطر .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي : خالفه nindex.php?page=showalam&ids=16505عبد الوهاب بن عطاء ، فرواه عن nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، [ ص: 600 ] عن بكر المزني .
وقد بنى nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على رواية من روى : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان كبر ثم ذكر ، ووافقه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في رواية nindex.php?page=showalam&ids=13665الأثرم وغيره .
وهؤلاء استدلوا بهذا الحديث على أن من nindex.php?page=treesubj&link=1715_242صلى خلف محدث ناس لحدثه أن صلاته مجزئة عنه ، ويعيد الإمام وحده إذا ذكر بعد تمام صلاته ، كما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان .
وقيل : إنه لا مخالف لهما من الصحابة ، بل قد روي مثله عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر - أيضا - وهو قول جمهور العلماء ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي ، وسفيان ، nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ، nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16349ابن مهدي : قلت لسفيان الثوري : تعلم أن أحدا قال : يعيد ويعيدون عن حماد ؟ قال : لا .
وهذا إذا استمر نسيان الإمام حتى فرغ من صلاته ، فأما إن ذكر في أثناء صلاته فخرج ، فتطهر ثم عاد ، فإن الإمام لا يبني على ما مضى من صلاته بغير طهارة بغير خلاف ، فإن nindex.php?page=treesubj&link=1335من صلى بغير طهارة ناسيا فإن عليه الإعادة بالإجماع ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=hadith&LINKID=31839 ( لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ) ، وقوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=666400 ( لا يقبل الله صلاة بغير طهور ) .
وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن قوم أنهم جوزوا البناء على ما مضى من صلاته محدثا ناسيا ، وأشار إلى أنه قول مخالف للإجماع ، فلا يعتد به .
وليس في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنى على ما مضى من تكبيرة الإحرام وهو ناس لجنابته ، فإن قدر أن ذلك وقع فهو منسوخ ؛ لإجماع الأمة على خلافه ، [ ص: 601 ] كما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر وغيره ، فلم يبق إلا أحد وجهين :
أحدهما : أن يكون صلى الله عليه وسلم لما رجع كبر للإحرام ، وكبر الناس معه .
وعلى هذا التقدير ، فلا يبقى في الحديث دلالة على صحة الصلاة خلف إمام صلى بالناس محدثا ناسيا لحدثه .
والثاني : أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - استأنف تكبيرة الإحرام ، وبنى الناس خلفه على تكبيرهم الماضي .
وهذا هو الذي أشار إليه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وجعله عمدة على صحة صلاة المتطهر خلف إمام صلى محدثا ناسيا لحدثه .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : وقد وافق nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي على ذلك بعض أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك . قال : ولا يصح عندي ذلك على أصول nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ؛ لأن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالكا لا يجيز للمأموم أن يكبر قبل إمامه ، وإنما يجيزه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
يشير إلى أنه على هذا التقدير يصير المأموم قد كبر منفردا ، ثم انتقل إلى ائتمامه بالإمام ، وهذا يجيزه nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي دون nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك .
وفيما قاله nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر نظر ؛ فإن المأموم إنما كبر مقتديا بإمام يصح الاقتداء به ، ثم بطلت صلاته بذكره ، فاستأنف صلاته ، فلم يخرج المأموم عن كونه مقتديا بإمام يصح الاقتداء به ، فهو كمن صلى خلف إمام ، ثم سبقه الحدث في أثناء صلاته في المعنى .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في ابتداء المأمومين وإتمامهم الصلاة إذا اقتدوا بمن نسي حدثه ، ثم علم به في أثناء صلاته - روايتان .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، أنهم يتمون صلاتهم .
ومذهب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : لا فرق بين أن يكون الإمام ناسيا لحدثه أو ذاكرا له ، إذا لم يعلم المأموم ، أنه لا إعادة على المأموم .
[ ص: 602 ] وهو قول ابن نافع من المالكية ، وحكاه nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر عن جمهور فقهاء الأمصار وأهل الحديث .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد : على المأموم الإعادة .
وقال حماد nindex.php?page=showalam&ids=11990وأبو حنيفة وأصحابه nindex.php?page=showalam&ids=16004وسفيان الثوري - في أشهر الروايتين عنه - : يعيد المأموم ، وإن كان الإمام ناسيا ولم يذكر حتى فرغ من صلاته .
وهو رواية ضعيفة عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد .
وحكي عنه رواية ثالثة : إن قرأ المأموم لنفسه فلا إعادة عليه ، وإلا فعليه الإعادة .
وهذا قد يرجع إلى القول بأنه تصير صلاة المأموم في هذه الحال منفردا .
والجمهور على أن صلاته في جماعة ، وهو أصح الوجهين للشافعية ، بل قد قيل : إنه نص nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي .
وروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي : أن الإمام والمأمومين يعيدون ، ولا يصح عنه ؛ فإنه من رواية عمرو بن خالد الواسطي ، وهو كذاب .
وفيه حديث مرسل : رواه أبو جابر البياضي - وهو متروك - عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب - مرسلا .